الفصل الثامن.. "خفاء"
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.
"أنتِ الروح والروح داءٌ، فأصبحتِ مُنقذتي مهما طال الغِيابَ"
تحسن "أواد" بعد أن بعُد عن أبيهِ الذي يحمل الكثير مِن الشر والنفس الأمارة بالسوء، إتخذ منزل جدته الهدوء والسلام، لكنهُ لم يبوح عن مَا يضيق صدرهُ، الأيام تشبه الأخرىٰ، فقد يمتن لـ"نوح"علىٰ العمل معهُ بشركةِ أبيه المنخفضة، فرح لأجل ذلك فما يرتقي الصبية إلا بِأعمالهم ومجهودهم، أفاق علىٰ صلاة الفجر ومِن ثُم اتخذ مسلكه؛ لإكمال عملهِ.
كان مكتبهُ ذا لونٍ رمادي ممزوجًا بالأبيض، وأكواب القهوة متراصة أمامهِ، مَا إن رآه "نوح" جذبه مِن ياقته تحت الماء؛ لإفاقته.. ومِن ثُم ألقى المنشفة عليه، وخبأ تلك الأكواب؛ نظرًا لإن أبيه يبغض تلك التصرفات.
استعاد ثباته ليردف "نوح" بقلق:-
-أنتَ عارف إن جسمك هيتعود علىٰ كده، مهما كان شغلك كتر هيخلص، جسمك وصحتك أهم يا أواد، وامتحانتك قربت!
ابتسم "أواد" علىٰ حديثهِ:-
-عارف بس ثقتك فيا أهم من صحتي، بعدين كُنت عاوز شغل إلكترونيات أقول لأ، الشغل شغل، كُنت حابب أقولك حاجة وضميري مش قادر، ساعة ما أخذتني.. وأنتَ مش راضي تسمعني..
نفىٰ برأسهِ تاركًا إياه دون إهتمام، لكنه تمنىٰ أن يحظىٰ يومًا بأخٍ مثلهِ، يخشىٰ عليه كُل شيء، ومِن بعد ذلك الأفعال وبكاء أخته، سرح في نفسهِ، تأثر بعد رحيل جدته تلك التي كانت تهتم بِه، والدته تخشىٰ أباه القاسي، لا يعرف معنىٰ الرحمة ولا يهتم إلا بالأشياء المكروهَ، ورث عن جدته كُل شيء، وما إن دلف إلىٰ الجامعة التي حلم بها تغيرت خصِاله، يتنمر علىٰ الفتيات، إنخرط مع الفتية المُخادعة، وما إن التقىٰ بـ"مليكة" صار يزعجها ويبكيها، ليكون متخفيًا بُحبها، رفض رأسهِ تلك الفكرة؛ فهو مغزىٰ الحكاية التي ستنكشف حتىٰ وإن عوقب ظلمًا.
ترك ما بيده ثُم طرق مكتب "يوسف" وقد برزت علاماتْ الكِبر عليه، وجد "مليكة".. نظراتها غاضبة لوجوده، لم تعلم أنه موظفًا كمثل البقية، برز" أواد" بعقلهِ الجدي دون غيره، سريع التصرف وبشوش الوجه، كادت"مليكة" التحدث لتلاحقها نظراتَ والدها؛ لتصمت وعقلها يرفض رؤيته؛ لتبدأ قصص الحب بالشِجار!
تحدث"أواد"بجدية:-
-بعد إذن حضرتك، كُنت حابب أتكلم معاك بخصوص حاجة لو بعد الشغل؛ لإن "نوح" رافض يسمعني وأنا تعبت!
أومأ رأسه ومِن ثُم غادر مكملًا ما بدأه تحت نظراتِ نوح ومليكة المبهمة.
"لم يكُن الدم واحدًا، لكنك ابتعد لخوفك الكاذب، عامٌ مرَ، الأيام توالت سريعًا غير مدركين ما حدث، لم تُذنب الفتاة بل القلب هو من أردف دون تفكيرًا، الفتاة تحب الرضاء والبسمة، وبالأفعال المبالغة تكون أكبر الكوارث في البعد الشبية ببعد الكواكب عن النجوم ومع ذلك هى حلقة واحدة!".
أنت تقرأ
رياح غادرة "الجزء التاني من إيليف"
Aktuelle Literatur"آهٍ مِن الأوجاعِ التي تظهر أمامي بَين جفوني وقلبي، الإتيان الذي توقعتهُ بَينكم صار سرابًا"