الفصل العاشر.. "إبرام العقد الصادق"
"اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين"
بعضُ التفاصيلِ تكون غائبةً عن العقلِ حِينما يكون منشغلًا بما فيه مِن مشكلاتْ غَلُبتْ علىٰ القلب، فـ يتمكن القلب مِن موضعه ويحوز العقل علىٰ كُل شيء مهما كان الثمن، حتىٰ ولو كان النفس!
ذهب"محمد"مع ابنته رافضًا لأمر "نور" وذهابها معهما؛ لِيُخبر"مريم"بجلوسها معها، وما إن وصل لأقرب مشفىٰ كانتْ قد غابت عن الوعي مؤقتًا، بعد فحوصات دامت لساعاتين دلف الطبيب إليه قائلًا ببسمة:-
-هي بخير دلوقتي.. بس هي كانت مضغوطة أو التعب ده مفاجئ؟!
-لأ، كانت تعبانة من فترة، نفسيًا وكله، بس كانت ساكتة.
أردف "الطبيب":-
-طيب حضرتك خد بالك منها؛ لإن التحاليل مش مظبوطة شوية.. يكاد يكون في عملية بسوء التحاليل دي بس نظبط الجسم والخير بأمر الله إللي هيحصل، تواظب علىٰ العلاج الفترة دي، تقدر تمشي بيها دلوقتي.
محمد بِإستفهام:-
-أمشي إزاي وحضرتك بتقول عملية، هو فيه إيه؟!
-التعب يعمل أكتر من كده، وأنا هتابع مع حضرتك حالتها.
تركهُ ومِن ثُم غادر مصاحبًا"مسك"، لا يحب الأحاديث القليلة تِلك ولكنه تملك الصمت؛ نظرًا لكونه سريع العصبية التي تودي لِكِبر المشكلاتْ، صعد للبيت ومِن ثُم وضعها علىٰ الفراش، وجد" نور"قد غفلت ومِن ثُم نزل سريعًا؛ لشراء الدواء لها.
لم يمر دقائق حتىٰ وجد "براء" مبتسمًا إبتسامه لا توحي بالخير، مسح يديه علىٰ كفيه؛ ليهدأ قليلًا، جذبهُ مِن ملابسه بتحذيرِ:-
-مراقبني يا ابن باسم!
-أراقب مين ده حضرتك تراقب بلد، بعدين كرامتي في الشارع وكده يعني ينفع حضرتك تقل مني، ده أنا أروح أجيب الناس كلها، آه والله حتىٰ بص من أفعالي القمر دي نسيت أقولك إني عامل مصيبة قمر، بتقولي أنا "ابن باسم" ده أبويا أخوك، والعم والد برده..
بابا أصلًا في بيت جده إللي هو عمارة إللي حضرتك ساكن فيها، وأنا قولت أتمشى شوية كده بس تقريبًا هطرد من أمي!صدرتْ ضحكة نابعة مِن القلب حينما تفوه بأخرِ حرفٍ، يدخل معهُ في تحدي فيُقلب عليه مِن أموره وأفعاله الضاحكة علىٰ الا شيء، إن كانت الضحكة برضاء الله فتِلك البسمة المُرضية، البسمة لا تقدر بثمنٍ، فقط هي تكفي إزالة الحزن مِن الجميع، سار معهُ وهو يمثل القلق علىٰ نفسهِ مِن والدته التي تدفعه بأي شيء، لكنهُ أخبرها بإعتذاره لها علىٰ هذا الفعل، الساعة تقارب الواحدة وهو يعمل إلىٰ ذلك الحين، ليصبح"براء"هو الخفي الأكبر!
صعد معه ومِن ثُم أكمل هو لمعركة بداخلهِ، لا يحاول الفرار مِن موقف إلا ليأتي آخر محملًا بالكثيرِ، ألقي السلام بهدوء وما إن وضع الدواء بجوارها.. وجد أمامهُ "مريم" تعطيه الشاي؛ ليكون حديثهما ذا إطالة، فلا مفر مِن تِلك البُنية.
أنت تقرأ
رياح غادرة "الجزء التاني من إيليف"
General Fiction"آهٍ مِن الأوجاعِ التي تظهر أمامي بَين جفوني وقلبي، الإتيان الذي توقعتهُ بَينكم صار سرابًا"