الفصل الرابع "جفاء"

20 1 0
                                    

الفصل الرابع "جفاء"

اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"أنا الذي فعلتُ هذا بيِّ، ومَا وجدتُ حلًا غير الفرار مِن هول ما رأتُه عيني، ومَـا استمعت لهُ أذني"

مرِّ علىٰ تلك الحادثة شهرًا دون التحدث مع أحدٍ، فقط فرِّ مِن الواقع لواقعٍ آخر هو التغيير..
وما حال القلب المنشطر إلا التغيير؛ للتعايش مع الحياة، قد تنادي الأسماء ببعضها لكن القلب يدعىٰ بِإسم واحد هو "الحُب".

أفاق علىٰ صوت" ياسين" الممزوج بالغضب مِن تِلك الأشياء التي يفعلها وهو يتحدث:-

-فوق حضرتك مش جاي تنام، إنزل عشان عندك جامعة وأنا نازل مصر عشان أشوف بابا، ما هو مش بعد ما أقعد هنا كتير حقي ارتاح.

-إحنا بندرس في السعودية حضرتك، يعني ممكن نعمل عمرة، إيه إللي مش مريحك؟!

ياسين وهو ممسك بالحذاء للمغادرة:-

-رؤية أبويا وأمي عندي بالدنيا وأختي كمان ده لو أنتَ كده، يومين وهرجع.

همِّ بالرحيل بعد أن أردف بذلك، أما عن "معتصم" شعر بِغصة بِقلبه، لقد صار صلبًا دون نسمة هواء باردة، كان مبتسمًا؛ لينقلب حالهُ بعد التصنت لهذةِ الكلمات المبعثرة، لقد أتت الرياح مع أول قذفةٍ هواء غادر!!
وما الهرب إلىٰ بداية للتراجع في حق النفس؟!

"لقد رأيتُ بكِ صُحبةٍ، ورفيقة لا تدعني سوىٰ للسعادة، أحببتُكِ كحب عائشة، ورزقتُ بكِ؛ لأجدُ الراحة بجوارك.. كيف ليّ أن يتأخر الوقت لكي أنعم بمثل هذة الخطوات العشوائية إلا بِثقتكِ التي تَغمِيريني بها.."

تِلك هي الكلمات النابعة من الصدق والحب بين الأصدقاء، لولا وجودهم سنكون وحدنا طيلة العمر، أحيانًا نُفضل الجلوس مبتعدين عن العالم الخارجي الذي قد يسبب لنا بعض الخسائر، مع الإلحاح علىٰ والديها وفقا؛ لكي تسافر في عطلةٍ مع صديقتها بعد إنتهاء النصف الأول من الدراسة..
ومِن ثُم غادرت هي ووالدتها برفقتها وأعادت ترتيب المنزل بصحبتها وإبتسامتها كالملاك.

أفاقت من نومها علىٰ صوت آذان الفجر تُناجي ربها أن يرزقها حُب كحب العفيف النابع من القلب، حتىٰ أتاها صوتها وهي تردد تلوىٰ الأخرىٰ:-

"اللهم قرِّ عين" بنان" بما تُحبه وترضاه رفيقًا صالحًا ".

لتتحدث وهي مبتسمة:-

-يا" سلمى" حد قالك أن اتكلمتْ، يلا بقىٰ قومي نرتب المكتب بتاعنا ما صدقت وافقتي تقعدي معايا، ويعني..

-ها كملي!!

-عاوزة أشوف عمتو، ممكن تروحي معايا؟!

أومأت بِرأسها حتىٰ غرد الصباح بزقزقة العصافير التي تُحبها، إرتدا ثيابهما؛ ليغادرا إليها..
طرقت "بنان" بهدوء حتىٰ أخفت نفسها خلف صديقتها، كادت أن تصبح نظراتها مشعة بِالإحراج بسببها وبسبب خجلها، كان يجب أخذ إذنها أولًا كما أوصانا رسولنا الكريم، لتردف "سلمىٰ" بثبات:-

رياح غادرة "الجزء التاني من إيليف" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن