بعتذر علىٰ التأخير ده
الفصل الحادي عشر.. "ما قبل الأخير"
"التفاصيل الصغيرة هي شعاع الدرب"مضىٰ شهرٌ علىٰ آخر حدثٍ دون جدوىٰ، فقط يُكمل "معتصم" طريقهُ وترتيب شقته بِالطابق العلوي فَـ بِالأصلِ هي شقة والدهُ، لا يُهم ماذا يفعلهُ سوىٰ أخذ خلسة للراحةِ والجدية، نحن ببعض الأحيانِ لا نعرف كيف النهاية لتصرفاتٍ لما نفكر بها، نشعر بتلذذٍ ومِن ثُم يدرك الخطأ متأخرًا، الأفعال لا تنحسر في نطاقٍ واحدٍ، بل تشمل الكثير.
قرب الليل عليهِ وهو يُرتب المنزل برفقةِ "إيليف".. فاليوم هو الأخير لهُ، يستعد لعقد قرانهِ دون لفتِ أي شيء لمَن حولَهُ، أغلق الشقة بِالمفتاح ومِن ثُم نزل مطرقًا الباب؛ لتفتح" فيروز" وهي مبتسمة بِهاتفها علىٰ حديث زوجها، سحبهُ ليقرأ مَا أُرسل إليهابواسطة"آدم"، غمز لها بِإستفزازٍ مردفًا:-
-ما يعلمني شوية مِن الكلام ده يا ست فيروز، الله يسهلكم.
"فيروز" بعفوية:-
-عاوز إيه يا دكتور، بعدين ملكش دعوة واحد ومراته، لولا إنك أخويا كُنت عملت عمايل!
-شاي.. عاوز شاي يا فيروزتي.
دبدبتْ علىٰ طلباتهِ المتكررة، ها هي متنقلة ما بين نقل متعلقاتهِ لمنزلِ الزوجية وتمارس دورها المُعتاد، كانتْ تساعدهُ بتنظيف وإعداد الألوان المناسبة لطلاءِ الشقة لأخيها، وضعت الماء الساخن علىٰ الموقد ومِن ثُم أخرجت الأكواب بعد أن إستيقظ"أحمد" مِن نومهِ إثر عملهِ الزائد؛ لأخذِ راحةً فيما بعد.
خرجتٍ لتعطي لهم مشروبهم ثُم جلستْ علىٰ مقربةِ مِن الشرفة بجوارها المقعد متطلعة إلىٰ السماء والنجوم التي تملؤها، تحدث"معتصم" قاطعًا صمتها:-
-إحنا أغراب عشان تقعدي هناك، تعالي إقعدي نلعب شوية.
طرأ ببالها فكرة الزجاجة التي تدور حول الطاولة؛ لتسألهم ما يخفيهما، جذبت زجاجة صغيرة ومِن ثُم سألتْ"معتصم":-
-أنتَ رجعت مِن السفر من شهرين يعتبر، ليه عملت تصرفاتك إللي مش فهماها دي، يعني ليه عاوز تتجوز"مسك"بعد سنة غربة!
نظر إليها بتمعن لسؤالها.. تفوه بغضبٍ:-
-ملكيش دعوة!
-مليش دعوة عشان بقول الحق، هي كلمة الحق بتزعل وهقولها، شوية الصدق إللي في نبرتك دول كذابين أوي، عاوز تبقى لعبة في إيدك وتشتري فيها، كان ممكن تتخيل أنا مكانها، الضربة بتترد في القريب وأنتَ كذاب، أناني حاجة زي كده، إتجوزها بس أنا إللي هقف ليكَ عشان إللي يجي علىٰ بنت تعبت وعافرتْ..
كانتْ تبعت ليكَ رسايل بعد ما تستأذن ماما، تبقي غشاش، الغربة بتعلم، زي ما علمت "ياسين" كان مِن الممكن تعلمك، بس معتقدش!
أنت تقرأ
رياح غادرة "الجزء التاني من إيليف"
Genel Kurgu"آهٍ مِن الأوجاعِ التي تظهر أمامي بَين جفوني وقلبي، الإتيان الذي توقعتهُ بَينكم صار سرابًا"