الفصل الخامس عشر (1) [بداية جديدة]

91 4 113
                                    

بسم ﷲ الرحمن الرحيم


قال تعالى:

فإنّ مع العسر يسرا إنّ مع العسر يسرا

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

مقدمة

يسير على العشب اليابس بخطوات واهنة يرميه الضعف يمينا تارة وشمالا تارة أخرى، صعب عليه الثبات وهو يجترّ الهواء داخل صدره بعسر.

لشهقات إرهاقه صوت مسموع يمتدّ صداه في أنحاء الغابة، رخّت يداه معلنة نفاذ قدرتها على حمل الثّقل الّذي على ظهره..

توقّف يشهق ويزفر متجرّعا الأكسجين بينما يتفحّص المكان بعينان جاحظتان، لا شيء يراه حوله غير الظلام الحالك وسيقان الشّجر العملاق، ولا شيء يسمعه غير نعيق البوم وعواء الذّئاب من مكان بعيد..

قلبه يبعث ضربات عنيفة من الإرهاق والخوف في آن واحد، إذ أنّ شعوره بالمراقب لم يزل يظهر ويختفي حتّى هذه اللحظة، ومينوري المغمي عليها الّتي يحملها على ظهره باتت في نظره مجرّد ثقل يعيق تحرُّكه، فكم مرّة فكّر في تركها والهرب، لكنّه لم يفعل..

ربّما لأنّه يحمل على رقبته ذنب مقتل كازو ولا يقدر على تحمّل ذنب آخر، أو ربّما يستعملها كتميمة حظّ، أي ليري ربّه أنه شخص صالح فيُخرجه من هذا المكان..

بغتة شعر بشيء ينزل على رأسه وينفذ إلى عقله بسرعة لتسري رعدة عنيفة في كامل جسده وتنقلب مقلتاه حتّى تختفي العدستان البنيّتان داخل الرأس ولا يبقى من عيناه إلا البياض..

سقطت مينوري من ظهره على كومة الورق ثمّ سقط هو إثرها مغشيّا عليه..

فتح عينيه فرآى ظلّا يقف أمامه، كان يماثله في الجسد والشّعر والثّياب، لم يتبيّن ملامح وجهه ربّما بسبب الظّلام، لكنّه رآى فمه يبتسم وشفتاه تتحرّك فعلم أنّه يقول شيئا..

ثم سمع صوتا ينبع من داخله يقول '' لقد إقتربت.. ''

بعد لأي خرج المتدربون من الغابة وأعلموا الشرطة.

إستجابت السلطات بأعداد كثيرة وأرسلت فرقة خاصة للبحث عن المفقودين..

أخرجوا ثماني جثث لرجال عصابات حُطّمت كثير من عظامها وجثة أخرى ماتت بطعنة في القلب..

أخرجوا جثّة السفاح أكارو ورأسه.. ومعه جثة المدرب كازو..

أما هوتارو ومينوري فبحثوا عن جثتيهما لثلاث أيام دون جدوى..

أغلقت فتحتة الجدار، وكثّفت حولها الحراسة..

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

المختارونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن