الفصل الثالث عشر [الخسوف] (2)

63 4 71
                                    

الشهادتان

قال في نفسه مسترجعا ذكرى مصارعة الموج:
_لقد رأيت الموت أكثر من مرّة فكيف يخيفني ثلاثة متنمرين! سأذهب إلى المعهد وليحصل مايحصل!

أمضى هوتارو معظم حصّة الجبر يختلس النّظر إليها، وقد عادت إلى بهجتها وحيويّتها المعتادة.

عزم على القيام بالخطوة الأولى والبدئ بالحديث معها عند فسحة تناول الطعام. سيرضى بمجرد محادثة قصيرة لكنّ أحلامه تتجاوز ذلك وتتخيلها جالسة معه في السطح، يتحدثان ويضحكان ويتبادلان الطعام بينهما، تعمق في ذلك وتخيل السيناريوات الجميلة التي تحصل بينهما فكان يبتسم كالحالم.

أربكته رنّة الجرس المعلنة لقدوم موعد المواجهة، نظر إلى فتاته وسط صديقاتها ثمّ همّ بالتّقدم فتسارعت نبضات قلبه. إنّ الأمر أصعب مما كان يضنّ! خاصّة عند وجود كلّ هؤلاء الفتيات حولها! قال في نفسه <<تبا كيف سأقتحم تلك المجموعة>>

نظرت إليه فجأة وإبتسمت فبادلها الإبتسامة ثمّ تفاجأ لخروجها من بين صديقاتها وتقدّمها نحوه! يافرحتاه!

إبتسم قائلا:
_أهلا مينوري

_أهلا هوتارو كيف الحال؟

_الحال بخير أقصد أنا بخير وأنتِ؟

_أنا بأفضل حال.

حلّ صمت قصيرا بينهما أخفض فيه هوتارو بصره خجلا. إستجمع شجاعته وقال مبتسما مترددا :
_إذا هل..أحضرتِ طعامك أم ستشترين من المطعم؟

إستدرك بعد أن لاحظ علبة طعامها تحملها بيديها:
_ يالي من غبي أنت تحملين علبة الطعام بالفعل.. لم أرها.. على كلّ حال، هل..

كادت نبضات قلبه أن تسمع لقوّتها بينما يحاول إخراج تلك الكلمات من فمه وفتاته تنتظر مقولته.

نظر إليها ونطق أخيرا، بصوت يكاد يُسمع ونبرة وديّة تخلو من الرجولة:
_هل.. تودّين تناول الطعام؟ في السّطح إن أردتِ.. أو..إن كنت  تخططين لتناوله مع صديقاتك فلابأس.

نادتها صديقاتها من خلفها فترددت لوهلة ثم إلتفتت إليهن قائلة:
_إذهبن قد ألحق فيما بعد.

بدت علامات التفاجئ على وجهه بينما قفز قلبه فرحا وفخرا! أجل! لقد فعلتها يارجل! حسنا ماذا الآن.. لايعلم مايفعله تاليا.

نظرت إليه وقالت مبتسمة:
_حسنا سيكون ذلك من دواعِ سروري!

إبتسم قائلا:
_شكرا جزيلا!

سار وسارت بجانبه ورافقهما صمت طويل حتّى بلغا الدّرج، فعند صعودهما قال هوتارو:
_آسف إن كنت حرمتكِ من رفقة صديقاتِك..

_كلا.. لابأس حقا، لامانع لديّ البتة.

فرح هوتاىو لذلك وإبتسم..

المختارونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن