الفصل الثاني[مقابلة مع شخص غريب]

185 23 79
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
افصاح أول: قال تعالى:
_الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون
سورة البقرة (الآية 272)

إفصاح ثان: لايوجد شيء إسمه شجاعة في هذا العالم. الناس يقومون بأشياء يخافون القيام بها لأنهم ببساطة يخافون أكثر عدم القيام بها.

_______________________________________

رمى الأستاذُ نفسه من النافذة وعمت القسم فوضى الهلع فيما أغمي على هوتارو فهب إليه خمسة أشخاص منهم يوكي وأوريهيمي محاولين إيقاضه في توتر وقد دمعت عينا أوريهيمي وهي تناديه وتهز جسده مرارا وتكرارا. وأما البقية فقد أغمي على بعضهم من البنات من هول الصدمة، أخريات أجهشن فالبكاء، آخرون ظلوا يطلون من نوافذهم بتوتر والبقية خرجوا من القسم إلى الممر الذي ازدحم بطلاب الصفوف الأخرى وملأته الضجة...لقد إهتز المعهد لتلك الحادثة.

وبعد رُبعِ ساعة كانت سيارات الشرطة أمام المعهد ولم يسمحوا لمن تبقى به بالخروج ليحققوا معهم فيما حملت سيارات الإسعاف المغميين عليهم وقد كان هوتارو ضمنهم ورافقته أوريهيمي حتى باب الشاحنة.

أما يوكي فقد كان وسط الحشد بالساحة أمام بناء المعهد يجيل بنظره بينهم بحذر ويتحرك باحثا عن أحد ما، ثم حول بصره الى المبنى وأخذ يرتفع معه متفحصا نوافذه حتى بلغ السطح، وحينها تفاجأ لما رآه واقفا وراء السياج المحيط بالسطح يطل على الساحة، ولم يتبين ملامحه لبعد المسافة لكن شعره الأصفر الطويل كان بارزا وبدا أنه يغطي إحدى عينيه...

حققت الشرطة مع كل المتواجدين بالمعهد من أساتذة وطلاب حتى القيّمون والمدير...

ما إن عبر يوكي البوابة الخارجيّة  حتى قطع الطريق عدوا  إلى منزله حيث فتح الباب بسرعة وصعد السلم متجاهلا سؤال أمه عن سبب مجيئه مبكرا ثم رقى سلما آخر وفتح فُتحة العلية حيث دخل بيته ثم أخذ من حقيبته ورقة وقلما وجلس على الأرض إلى طاولة منخفضة الإرتفاع فوضع عليها الورقة بسرعة وأمسك القلم ثم هدأ وأخذ نفسا عميقا وأغمض عينيه... ودون أن يفتحهما طفق يمرر القلم على الورقة بسرعة راسما لشيء ما...

مقابلة مع رجل غريب

لما دخل هوتارو الغرفة البيضاء إلتفت وراءه فلم يجد الباب ثم سمع صوتا يناديه من الأمام همسا.. خطى ببطئ نحو المرآة الضخمة أمامه حتى أصبح إنعكاسه واضحا فإتسعت عيناه وفُتِح فمه رعبا وإرتعش جسده بينما خطى خطوة إلى الوراء.

لقد كان من دون وجه! إحتلّ مكانَ العينين والأنف فراغٌ مظلِم، أما الفم فقد كان يبتسم إبتسامة واسعة كأنما ليس إنعكاسا له!

قال بصوت مرتعش:
_أ...أين وجهي...
فأجابه إنعكاسه مبتسما:
_أنت لا تملك وجها هوتارو... هذه حقيقتك.

المختارونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن