الفصل الأول

3.1K 103 85
                                    

غرام ترانزيت

البداية [الفصل الأول]

"في الصباح الباكر"

أنفاس ثقيلة تأخذها ما بين دموعها أثناء ركضها في حدود مسار الركض في مجمع سكني راقي، تصدح الأغاني عالية في أذنها عبر السماعة اللاسلكية، وقفت تلتقط أنفاسها بصعوبة، انجرفت دموعها عقب اتصال هاتفي كانت في انتظارهُ، شعور بالعجز تملكها بعد انتهاءه وكأنها عروس ماريونت، لا تتحرك إلا عبر خيوط يمسكها أحدهم، منذ قليل أتاها ما كانت على انتظاره منذ الصباح لترد بابتسامة وتلقي التحية ليأتيها ردًا جافًا بائسًا:
-أنتِ فين؟

-بتمشى شوية،

أكملت بتهكم:
-ما أنتَ عارف مامتك عايزاني أوصل للوزن المثالي عشان الفستان يدخل فيا.

زفر بضيق، لتجعد ما بين حاجبيها بإستفهام ليرد:
-وهي يعني طالبة منك حاجة حرام، مالك بتتكلمي بالطريقة دية؟

ابتسمت بإهتزاز وأردفت:
-مالك يا "طارق"؟ أنا بتكلم عادي علفكرا.

قاطعها سريعًا بتأفف:
-مليش يا "تولين"، متتكلميش على ماما بالطريقة دي، مفيهاش حاجة لما تساعدنا نختار.

حاولت الرد بهدوء قدر المستطاع:
-وهو أنا قولت إيه يعني! هى اللي أختارت فستان كتب الكتاب والجامع وكل حاجة وأنا سكت عشان خاطرك بس أنا مينفعش المعاملة دية معايا يا "طارق" لو سمحت حياتنا يكون ليها شوية خصوصية، هي مش بتساعدنا هي بتجبرنا يا "طارق" حتى أنتَ بتغير رأيك عشانها.

زفرة حارة وصلت لها قبل أن يرد بعصبية:
-"تولين"! دي أمي، وبعدين ما ذوقها شيك ومظنش كل اللي اختارته كان فيه حاجة وحشة، أيّ حاجة تقولها تمشي عليا وعليكِ وحتى لو بالإجبار.

وقفت قليلًا تحاول إستيعاب ما يرددهُ، ليردف بعد تنهيدة عميقة:
-كنت بتصل بيكي عشان تستأذني عمي تيجي نختار العفش مع ماما.

-والشقة؟ والديكور وكل دا أحنا لسة متكلمناش فيه.

جاء رده المعتاد:
-ماما أظن اختيارها هيكون حلو وشيك، وشقتي موجودة أنتِ عارفة اللي في نفس دور بيت ماما.

بدأت تنفعل وتحاول السيطرة على هدوئها المصطنع:
-هي مش كانت متأجره! وكنا هنروح نشوف شقة تانية قريبة لشغلنا.

-لشغلي، لشغلي يا "تولين" ملكيش شغل بعد الجواز وأحنا أتكلمنا في دا قبل كدا، ولا اللي كان مأجرها عَقدهُ خلص وهي شوية حاجات بسيطة اللي هتتوضب فيها وقريبة لشغلي.

كتمت غضب وصراخ داخلها فظهرت حدة بصوتها لم تستطيع على إخمادها:
-"طارق"! أنا مينفعش معايا الكلام دا، يا نستقر بعيد عن طنط يا مش هقبل الحياة دي، إحنا كبار كفاية ناخد قرارتنا بنفسنا، مش كل حاجة ماما ماما أنا تعبت.

غرام ترانزيت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن