الفصل الثامن
الجزء الأول
[رسالة قاتلة]
لحظات مرت وكأنها خناجر تمر عبر حلقها، رسالة وصلت لها منذ عشر دقائق وفضولها دلها لفتحها منذ دقيقة عند انشغال جميع الحاضرين بالإجتماع، لترى أخر ما كانت تتوقعهُ، شقيقتها الكبرى راقدة فوق الطريق وحولها جمع من المارة والأخرى ينتشلوها من سيارة أبيها المحطمة والدماء تنتشر في كل مكان، ظلت محدقة بشاشة الهاتف المغلقة بعدم تركيز بما يدور حولها، الغرفة شاسعة الوسع بدأت تضيق عليها، صامتة تحاول أن تستوعب ما رأتهُ حتى وجه لها "رائف" سؤال فلم تجيب فهمست لها "منال" باسمها فنظرت لها بتَوْهة، فأشار لها "سُفيان" وفاقت عندما قالت لها "منال" بصوت منخفض وهي تدنو منها:
-لو تعبانة ممكن تخرجي.
وكأنها كانت تنتظرها فهزت رأسها عدة مرات متتالية ولملمت دفترها الصغير وقلمها المميز وبعض الأوراق و وضعتهم بعشوائية داخل حقيبتها ولم تنسى هاتفها لتهرب من غرفة الاجتماعات تحت أنظار الجميع المتعجبة من حالها أما هو فكانت نظرة قلق حاول تخبئتها تحت ملامح جامدة لينتبه له الجميع، كاد أن ينهض "رائف" ولكن نظرة حادة من "سُفيان" جعلتهُ يلتزم مقعده.
وعند خروجها تساقطت دموعها وتصاعدت أنفاسها، يدها ترتجف وهي تحاول إخراج الهاتف وتبحث بداخل جهات الإتصال على أيّ رقم من الممكن أن يطمئنها ولكنه أصدر اهتزاز لرنين مكتوم فشعرت بالفزع، أجابت دون تفكير فلن يفرق معها هوية المتصل الأهم أنه رقم مصري، رفعت الهاتف نحو أذنها تقل باهتزاز واضح بصوتها:
-آلو!
-أظن ملحقتيش تنسي صوتي!
جحظت أعينها لتزداد سرعة دقات قلبها فإتجهت نحو أقرب مقعد لها لتجلس عليه ليردف:
-يبقى لسة فاكرة، هعمل معاكي Deal لو وافقتي هسيب أهلك في حالهم، بس لو فكرتي تعملي قلق أخواتك 'بح'! وشوفي بقى الراجل المحترم هيحصله أيه بعد ما وصل لسن المعاش ولا الست ربة المنزل اللي مش حمل يحصل لحد فيكم خدش.
تنحنحت لترد عليه بقوة عكس ما بدواخلها:
-عايز مني إيه؟
أسرع بنبرة معتدلة:
-نتجوز، ترجعي والفرح يتعمل في معادهُ، وتنسي أن ليكِ أهل خالص، أخرك تشوفيهم مرة كل عيد.
ابتلعت ريقها تسأل بنبرة مرتجفة:
-ولو موافقتش!
تحول صوته من هاديء لمتعكر:
-اللي نفذ الحادثة هينفذ غيرها بس ممكن نقول حريق في شقتكم، ولا اغتصاب، ولا هسألك سؤال حلو إيه أسوء حاجة ممكن تعشيها يا "تولين"؟
أنت تقرأ
غرام ترانزيت
Romance{غرام ترانزيت} "تركض ولا تصل، تحلم بالوصول إلى عنان السماء ولكنها مسجونة في قفص، وعند تحرّرها سُجنت مرة أخرى، ولكن هذه المرة في قلب من يعشقها." "نضع الورود فوق قبور الأحبة؛ لعل ذلك يرفق بِقلوبِنا المُفطَرة على فراقٍ دامَ لسنوات، وقبل أن أرحل، تحدثتُ...
