الفصل الرابع "هالتهُ"

469 30 4
                                    


غرام ترانزيت

الفصل الرابع
[هالتهُ]

يقضي الصباح في العمل بالمكتب والمساء في نوادي ليلية أو مطعم يطل على برج خليفة، يُلقي بكل شيء أخر خلف ظهرهُ عرض الحائط، نزل على الدرج مسرعًا حتى يلحق استقبال صديقهُ والمالك للشركة التي يعمل كمدير لها في الوقت ذاته، تأفف أكثر من مرة من نسيانهُ لموعد الوصول، بعث سيارة أجرة ولكنها تأخرت أيضًا، ترجل أمام المبنى ليقابل آخر شخص يود مقابلتهُ الأن، رفع يديهُ بحماية يحاول تبرير موقفه:
-والله غصب عني يا باشا.

خلع نظارته السوداء ليقف كاتمًا لغضبه أمام الباب يملي تعليماتهُ بحدة:
-رجع العربية اللي بعتها أنا هطلع الاجتماع وأنتَ روح المطار هات تولين، منال عدي الأول على مكتب البيه هاتي ورق المينتج.

تنحنح "رائف" ليقول قبل أن يرحل:
-حمدلله على السلامة.

-صدقني يا "رائف" مش طايقك، العربية اللي هتاخد الموظفين الفندق توصل وعربيتنا لا، لما ترجع ليا كلام معاك تاني.

دلف لمبنى شاهق الارتفاع، ليستقل المصعد ليصل لغرفة الاجتماعات في الطابق السادس والثلاثون.
****
تجلس في مقهى شهير داخل السوق الحر تتفحص أوراقها البيضاء وتحضر أقلامها الرصاص، لتبدء بشخبطة خفيفة لتتخلص من الملل، فأصرت على الانتظار منتظرة حقيبتها وحقيبة تخص مديرها، ليوصي "سُفيان" رجل يعرفه ينهي في العادة أوراق الوصول مقابل مبلغ مادي أن يساعدها بالعثور على الحقائب وأن يلبي جميع طلباتها وحارستها في نفس ذات الوقت، فهو لا يأمن أن يبعث "طارق" شخص يعرفه فلم يستبعد شيء من أفكار شخص نذل مثلهُ، ورحلت "منال" حتى تلحق بالاجتماع الهام أيضًا معتذرة من "تولين" المئات من المرات على تركها وحيدة والمغادرة، فالرحلة كانت عمل قبل أن تكون لحضور مؤتمر هام ولحظ "تولين" بأنها يجب عليها حضور اجتماع بعد اجتماعهم الهام فلم تستقل سيارة الموظفين، ملأت الصفحات البيضاء تصميماتها الفنية، حتى قاطعها صوت رجولي، ينظر لهاتفه ثم لها:
-أنتِ مدام "تولين" صح؟

رفعت حاجبها بدهشة من نعته لها بلقب "مدام" لتقول بفظه:
-أنتَ السواق؟

لتلقي الحقيبة بصدره بحدة ليجيب بعد أن تأوه من اصطدام حلقة معدنية بالحقيبة بصدره:
-لا مش السواق، بس مستر سفيان بعتني ليكِ.

لملمت أشياءها سريعًا لتنهض من على المقعد وتحمل حقيبتها والأخرى تجرها خلفها:
-الشنطة اللي في ايدك دية بتاعت مستر "سُفيان"، حافظ عليها لو ضاعت مسؤوليتك.

نظر لها بابتسامة مجبرة على شفتيه، يشير لها نحو باب الخروج قائلًا بينما يجز على أسنانه: 
-من هنا أتفضلي.

أسرع نحو الخارج لتسرع في خطواتها خلفه متأفأفه من ذلك عديم الذوق، أستقلت بجوارهُ السيارة بعدما كادت أن تجلس بالخلف ولكنه طلب منها أن تجلس بجواره ليضع الحقائب بالخلف فحقيبة السيارة ممتلئة بأشياءه الخاصة، جلست على مضض:
-تحبي تسمعي عربي ولا أنجلش؟

غرام ترانزيت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن