الفصل الخامس "طرف ثالث"

423 31 2
                                    

قبل ما تبدأ الفصل ياريت التفاعل ثم التفاعل يا شباب دا اللي بيحمسني أنزل الفصل وأكمل كتابة أصلًا، هستنى رأيكم ونقاشاتكم على الفصل
غرام ترانزيت
الفصل الخامس
[طرف ثالث]

تسير في طريقها للفندق، وسط الأبنية الضخمة الشهيرة بالمدينة الكبيرة دبي، تتأمل وجوه من حولها سواء العابرين سيرًا أو من يستقلوا السيارات في محاولة لمحو شعورها  بالارهاق والتشتت، تريد أن تتخلص من عبئها، تريد أن تصرخ حتى تفقد صوتها وقتها ستشعر بالراحة تتخللها لثواني، تذكرت أن تفتح هاتفها فبعد أن وضعت الشريحة الجديدة مسبقًا نست أن تفتحه مرة أخرى، توقفت حتى فتح الهاتف لكي تتمكن الاتصال بأهلها، فبالتأكيد لم ولن ينم أبيها أو يطمئن قلب أمها حتى يطمئنوا عليها ويسمعوا صوتها، جاء صوت أبيها بعد ثلاث دقات بعد أن توقفت دقيقة تختار رقم أبيها من جهة الاتصال وتضع الهاتف على أذنها، فبعد أن أنتهى من صلاة العشاء ركض حتى الهاتف ليبتهج وجههُ عندما عرف بأنها ابنتهُ من الرقم الغير مسجل ومن الواضح إنها مكالمة دولية، رد "قاسم" سريعًا يخبرها كم أشتاق لها من نبرتهُ الفرحة:
-"تولين"، أخبارك إيه يا حبيبتي، كل دا يا "تولين" أنتِ واصله من بدري؟

-وأنتَ كمان أوي، حقك عليا قعدنا كتير في المطار وبعدها طلعنا على الشركة.

أجابها "قاسم" باستغراب:
-شركة إيه! مش أنتِ رايحة على المؤتمر بس؟

جعدت ملامحها من نسيانها أن تبلغهُ بالمعلومة كاملة، لتجيب:
-فيه مشاكل هنا في الشركة ومستر "سُفيان" إداني مشروع اشتغل عليه لغاية وقت المؤتمر ولو المشروع تم صح ممكن يكون ليا ترقية في القاهرة غير مشروع للمؤتمر دا ناس تانية شغالة عليه في نفس الوقت، متقلقش مش هقعد هنا بعد المؤتمر علطول هنرجع مصر وأكمل من مكتبي عادي.

نهض من على مقعده بالشرفة، ليدلف حتى الغرفة الرئسية ليتتحدث مع باقي أفراد الأسرة:
-"تولين" أوعي السفر يكون أكتر من أسبوع أنتِ حرة.

مرة أخرى تقع في ورطة لتتشبث يدها الأخرى بطيات ثيابها، لتاخذ نفس عميق قبل ان تبوح بما لديها:
-هو الحقيقة يا بابا المؤتمر أتاجل وهاجي بعد أسبوعين، حقك عليا أول لما يخلص هركب الطيارة وأجي مش هستنى حجز الشركة.

جاء صوتهُ صارم، وعذرته، فهي وضعت في موقف لا تحسد عليه:
-لية يا "تولين"..؟
كتير كدا ، بس ماشي هعديها بس عشان تشرفيني، صحيح أختك جت من ألمانيا.

ابتسمت تجيبه بفرحة بالرغم من استغرابها من رجوعها المفاجيء:
-وأخيرًا المدام أم "ميرال" نورتنا.

جاء صوت والدتها "رقية" الحاد والغاضب تنهرها:
-بقى كدا يا "تولين" تتصلي بأبوكي قبلي، ماشي ماهو اللي في القلب برضوا.

سكتت قليلًا قبل أن تتابع بحنان فائض تغلغل بصوتها:
-البيت منغيرك ضلمة يا حبيبتي، خدي بالك من نفسك وكلميني لو تقدري كل ساعة، وأوعي تنسي الدوا وأتغطي كويس وأنتِ نايمة، وأوعي تنسي تاكلي أنا عارفاكي.

غرام ترانزيت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن