الفصل السادس "بداية شيء من الحقيقة"

438 27 8
                                    

صباح أو مساء الخير على حسب توقيتكم، أول حاجة مواعيد الفصول هتبقى كل خميس فصل طويل مش فصلين في الأسبوع، تاني حاجة عذرًا على تأخير الفصل بس الأحداث اللي بتحصل مش محمسة حد يعمل حاجة دعواتكم لأخواتنا في فلسطين، تالت حاجة بطلب منكم تدعموني بڤوت وكومنتات التفاعل صدقوني بيفرق أننا نكمل، هستنى رأيكم في الفصل ومتنسوش تدخلوا جروبي أنا ومريم على الفيسبوك.

غرام ترانزيت
الفصل السادس
[بداية شيء من الحقيقة]

يجلس أمامها منذ ساعتين وعشرون دقيقة، ينظر لساعتهُ بامتعاض كل خمس دقائق، يتأفف ولكن بحذر حتى لا تلاحظ التوجم المرسوم على وجههُ، بينما هي تجلس بأريحية تختار بين سبع قاعات زفاف، اختار اثنان ولكنها أضافت من عندها المزيد، تعطيه الهاتف وتقلب بين صور القاعة المختلفة عن سابقتها وتتحدث عن تكاليفها وتفاصيلها المملة، يرد بإجابة ثابتة بابتسامة مصطنعة باحترافية:
-حلوة يا حبيبتي.

ولكنه يغير بين عدة عبارات مثل" آه دي تحفة، دي مناسبة وواسعة تكفي، لا دي خطيرة يا بيبي، ذوقك يجنن" ولكن يقابلها بمعنى"أنها أقل من أحلامي".
أنقذهُ رن الهاتف المتواصل فقال لها بأسف مصطنع ولكن من داخلهُ يرقص فرحًا بأنه سيفلت منها بضعة دقائق حتى لو لحظات ستكفي أن يقلل من حدة ألم رأسهُ:
-دا شغل، هرد عليهم وهاجيلك، كملي وقوليلي هترسي على إيه.

نهض بينما هي زفرت بإمتعاض تام، فحتى لم تكلف نفسها أن تصنطع ابتسامة:
-هو الشغل مبيخلص حتى في الكام دقيقة اللي بتقعدهم معايا، هو "سُفيان" مستعجل على إيه؟
ما يسيبك شوية مش كفاية غصبنا على رأيهُ في فرحنا.

التفت لها ونظراتهُ تحولت لقليل من الحدة:
-خلصنا يا زينة، قولتلك لما يرجع من السفر هاخد اجازة طويلة أخدك المكان اللي يعجبك هاني مون، غير كدا يبقى تهدي شوية عشان دا أكتر من أخويا وأه على فكرة هو اللي بيتصل بخصوص الشغل ولو مردتش دلوقتي أنا هعتبر نفسي مرفود وخليني قاعدلك في البيت وشوفي مين اللي هيديكي الفلوس عشان تكملي منظرة.

تحولت عيونها للبراءة التامة لتمنع تساقط دمعة على طرف عينها:
-أنا مقصدش أنتَ اللي دايمًا بتسمع كلام لبن عمك وبتصدقهُ إني طماعة، بتنسى إني حبيبتك.

مسح شعرهُ فهو أحتد في حديثهُ معها، وضع الهاتف بجيبه ليخطو خطوة واحدة التي تفصلهُ عنها وأنحنى يقبل أعلى منابت شعرها قائلًا بصدق:
-أنا أسف يا زينة متزعليش، هرد وهرجعلك وهاخدك نشتري الخاتم اللي كان عاجبك من أخر كولكشن.

لف وهو يزفر بدون صوت يخرج من غرفة مكتبهُ يدلف لقاعة الاجتماعات يعيد الإتصال بـ "سُفيان" وجاءه الرد المتهكم:
-ما لسة بدري يا بيه، الملف اللي طلبتهُ مخصلش لين لغاية دلوقتي؟

شد المقعد للخلف ليجلس عليه ويجيبه:
-بعتهُ لـ"رائف" من نص ساعة، لو موصلش مش مشكلتي.

سكت "سُفيان" قليلًا ليتسأل بحيرة:
-أنتَ كويس ياض؟

غرام ترانزيت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن