الفصل الثامن_الجزء الثاني

262 15 5
                                    

غرام ترانزيت

الفصل الثامن _ الجزء الثاني

[رسالة قاتلة]

وضع كوب القهوة الفارغ بخشونة، ثالث كوب له من ليلة أمس فلم ينم لحظة منذ تورطة بتلك الحادثة المشؤومة، لم يتوقع أنها ستكون بتلك الضخامة ولكن كلمات "ياسر" كانت كمفعول السحر فاقنعهُ بأنه على الطريق الصحيح وسيكسب بالنهاية، وعلى النقيض فكان يجلس بجواره منذ ساعتين هاديء يتجاهل توتره ويخرج دخان الأرجيلة بهدوء رهيب لينتشر بكل مكان يتابع مباراة كرة القدم بلا مبالاة، فقال "طارق" بحدة:

-أتصل بالزفت دا مبيردش عليا!

زفر "ياسر" بقلة حيلة:

-بقولك إيه استهدى بالله كدا ومتوترنيش قالك هيتصل لما البت تفوق وبعدين الاتنين التانين طلعوا مفيهمش حاجة الرجالة عارفين بيعملوا إيه، بتكون كبيرة بس متوصلش للقتل، زمان السنيورة هتيجي على أول طيارة جري تترمي في حضنك، أهدى كدا وصلي على النبي وركز في الماتش.

تجمد الدم بعروقه من تخيله لفداحة الأمر، فهمس بإرتباك:

-"فريدة" لو ماتت هروح في داهية.

وضع "ياسر" ذارع الأرجيلة على الطاولة يضرب كف بالأخر من ثم لكزه، يخبره:

-أنتَ يابني غبي، قولتلك الرقم متسجل برقم وهمي ومحدش يقدر يوصله ولو وصلوا الرقم متسجل باسم واحد في الصعيد، خلي الحكومة تنزل بقى تدور في الصعيد على صاحب الرقم، وهي استحالة يجي في بالها تسجل المكالمة دية عيلة تافهه، وبعدين الواد قالك شوية ارتجاج خفيف وهي هتفوق ومفيهاش حاجة.

أضاء الهاتف وأهتز بقوة فألتقطه "طارق" سريعًا يجيب على المتصل:

-آلو، طمني بسرعة.

وعند وصول الخبر المنتظر تنفس "طارق" بقوة يستعيد القليل من دماء وجهه الهاربة منذ ليلة أمس، أغلق الهاتف:

-"فريدة" فاقت وبقت كويسة و"تولين" لسة مرجعتش واحتمال كبير مترجعش هنعمل إيه؟

-سهلة أقلب عيلتها عليها وهي هتيجي تستخبى فيك.

سكت قليلًا يفكر بخطة الأخر فأستنتج أن "تولين" هشة وهذا ما سيجعلها تركض نحوه مرة أخرى، لملم أشياءه، فتسأل "ياسر" باستغراب:

-رايح فين؟ لسة الماتش مخلصش!

-كمل أنتَ ماتشك، أنا مروح عندي شغل بكرا وفيه حاجة كدا في دماغي هبقى أكلمك فيها لما نتقابل تاني.

غرام ترانزيت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن