١١

4.9K 106 6
                                    

ركب سيارته والهدوء سيد الموقف لم يعرف الرحيل اكثر من اليوم عندما عاد من سفره ظن انها الرحلة الاخيرة ولكن الدنيا فاجئته برحلات اخرى تنهد وهو يفتح اغنية محمد عبده
" في ليلة كانت الفرقى وقالت لي فامان الله"
قاد ووجهته البحر يودع زوايا كانوا فيها يضحكون ويغنون ويتحابون وقف سيارته ونزل بهدوء جلس على احد الاحجار وهو ينظر الى عمره الذي افناه لأجلها لم تكن سنوات قليله خمسة عشر سنة ! وانا عاشق لها و وصية واحده ترمي كل تلك السنوات في باطن الارض
وباي ذنب ! باي حق ! التفت لوجودها صد عنها وهو يتنهد محاول لاجماع قوته التي تتلاشى امام عيناها
همست بتعب : ما كان بيدي شيء
اشار برأسه بيأس : كان كل شيء بيدك كل شيء كنت تقدري تتكلمي ومن وقت طويل ولا تتركيني جاهل موضوع مثل كذا
قاطعته : تعتب عليا ليه ؟ انا بيدي ايه !
ابتسم ابتسامة شاحبة :
بيني وبينك هجر وغدر وجرح في قلبي داريته
بيني وبينك ليل وفراق وطريق انت اللي باديته
رفت انظاره لعيونها وميل رأسه بتعب :
كل شيء بدأ من عيونك وانتهى فيها
تساقطت مدامعها بتعب وبهدوء : ما كنت ابي اشوف قهرك وضعفك
يوسف بقهر : ليتك شفتيه انتِ ولا شافوه الخلق كله
الوم مين هالمرة ؟ انتِ ؟ انا ؟ ولا ابوك ؟
نلوم الاقدار ؟ ولا مين نلوم ؟
واحلامنا ما تحركت ساكنة !
بنعيش نفس التفاصيل كل يوم !
والعمر كمل سنة تأكل سنة !
بقول كل ليلة بنساك ،
وانتظر للصبح مرسول الشعاع
نورك الي غاب من يوم الوداع !
رويدة : امنحني ختام
يوسف : ماراح نرسّى ابداً !
وقفت وهي تمشي التفت لها ومشيتها ما كانت طبيعية
سكت بهدوء شعر بالخوف من فقدانها وقف مسكها وهمس بخوف : رويدة ! وريدي !
التفت على وصول نورة بركض وبيدها اقراص ناولتها واكملت بعصبية : من متى ماشربتيها ! كم لك
تنهدت رويدة ورفضت اخذها
يوسف بعصبية : خذيها
رويدة بشبة ابتسامة : مالي خلاص منك ماراح تخلصني
سكت وهو يجلسها بجانبه ويفتح علبة الماء ويناولها
اخذتها بهدوء وانظارها للبحر وبقى هو يتأمل عيناها رغم تعبهما اه كم بقيت جميلة !
همس بضياع : ايش يداويك ؟
تنهدت : غيرك انت ؟ مافي دواء
اكمل : متعبك وصية ابوك !
رويدة : متعبني اني جاهله هي حقيقه ولا كذب !
اكمل بتنهيدة : اذا كانت حقيقية
سكت بتفكير : نلوم الوصية
ركز بانظاره وميل رأسه : واذا كانت كذبة
سكتت وانظارها له ليكمل هو : نلومك أنتِ !
انزلت انظارها ليكمل بعتب : ان كانت حقيقية ببقى بالجنوب وارضى بالقدر وانادي على اسمك بالبحر واذكرك صبح ومساء والوم الزمن
وان كانت كذبة فأنتِ سبب هلاكي !
وبغادر الجنوب ولا لي رجعة
وابقى كل ماذكرك ابكي عليك ومنك
وادور وجهك في الطرقات وفي انوار السيارات
وافتش عنك في كل مكان واسأل موج البحر
واسأل فيروز الشطان !
اشارت برأسها وبهدوء : في كل الحالتين تبقى انت تحب
همس : وتبقي انتِ عاشقة
وقف وبتفكير : شيء ثاني
رفعت انظارها له : ايش ؟
ان كانت حقيقية اكمل بقهر : تزوجي من تبين
وان كانت كذبة ، ناظر لها بحده : احمد مايدخل عتبة الباب
اطالت النظر فيه : وايش الشيء الي بيوضح انها حقيقة  او كذبة
اقترب منها وتحولت نظرات الحدة الى هيام او جنون حب او غرام وهمس : لو امشي العالم كله باب ورى باب حارة ورى حارة قرية ورى قرية مدينه ورى مدينة ودوله ورى دولة وبحر ورى بحر المهم اني القى خيط وصال لك واتمسك فيه لباقي العمر حتى لو كان خيط دخان !!
سكتت بهدوء ليكمل : اوعديني تنتظمي على دواءك حتى ارجع
رويدة : فين بتروح ؟
يوسف : اوعديني ؟
سكتت وبتعب : اوعدك
اقترب منها وهو يتأمل عيناها ابتسم بهدوء ومشى مغادر المكان

‏ من أبهتَ النُور العظيمَ وأظلمهْ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن