ㅓ1ㅏ

136 12 10
                                    




عانيتُ مِن غُربَتين، الأولى في بلادي والثانية في مُغتَربي، القَت بي مراكِبُ الحاجة على شواطئِ بلادٍ أُخرى، فَوجدتُ نَفسي غَريبة ضائِعة يُحاصِرني فقرٌ وَقهرٌ لا مَهرب مِنهُما، وهذا ما يدفعني الآن إلى تَرجمة لَحظاتي البائسة إلى كَلِمات في صورٍ تَزخرُ بالمرارة والأسى، وتَجلو خَلجات القلب المُعذّبة وتُفجّر ينابيع الحنين المترّعة بمشاهد الطفولة.


الآن ابلُغ مِن العمر إثنانِ وعُشرون عاماََ، لا اصدّق انَّ العمر يَمضي بِهذه السُرعة، ليسَ وكأنني عجوز، ولكن.. لا اذكُر مَتى كَبرتُ إلى هذا الحَد

توَقفتُ عن التفكير بأمور عشوائية وأكملتُ تَقطيع الجزر الذي ينتظرني مُنذُ مُدة.

صرَخَ ذلك المُزعج بِشدّة.
ألَم تَنتَهي بَعد!

تَلعثمتُ بالكلام واهتزت حدقتاي، انا لا اخافه بالطبع لكنه لا يَكف عن التسبب لي بالمشكلات.

اصبُر قَليلاََ،سينتهي قَريباََ.

مَدَّ يَدهُ في الهواء بينما يتكلّم بغضب واضح.

الزبائن ينتظرون مُنذ عشرون دقيقة ماهذا الإهمال!

قَلبتُ عيناي بملل بينما انتقلتُ مِن مكاني لأضع الجَزر بالوعاء مَع باقي الخضروات.

تَكلّمتُ ببرود يُغيظه.

اذاََ ماذا سَتفعل هذه المرّة؟، هَل تَظنني فلاش لأكون بالسرعة التي تطلبُها مِنّي، ام أنّكَ تُريد ان اصنَع طعاماََ لا يأكلُه الماعز لطعمه البشع بسبب السرعة!

اخذتُ الوعاء الآخر لأصب فوقَ الخضروات بعضَ المَرق، ومِن ثم اتجهتُ إلى رفوف البهارات لأنتقي ما يَلزم بينما أترقَب إجابته.

سَنخسَر كُل زبائننا بسبب استهتارك فَلتحمدي الرب انَّ صناعَتكِ للطعام تُعجبَهم وإلا لَتسببتُ في طَردِك مِن هُنا مُنذُ اوّل يوم.

نَظرت إليه بِطرف عَيني لابتسم بِسُخرية.

وكأنَّ ذَلك يَهمُّني.

وَضعَ سبابته وابهامَه على عيناه بِقلّة صَبر ومِن ثُمَّ تَقدّمَ واخذ صينية ليرتّب بداخلها بَعضَ الصحون.

بدأت احرّك الحساء حركة دائرية وانتظرتُ قَليلاََ قَبل ان اتذوقه.

هممم لذيذ.

وَضعَ الصيّنية على الرَف ليتقدم مني ويَخطُف المِلعقة ويَشرع بتذوقه.

اللعنة لا يُمكن لأحد مُقاومة طَهوك.

Hold My Breath| {مكتملة} حيث تعيش القصص. اكتشف الآن