خرج رون من حجرتها مكسور القلب والخاطر ،فجأة أدرك المكانة الحقيقية التي قصدتها فريدة، كان دائما يظن ان الصدف اقوى الاقدار وأنه طالما رآها وأثارت اهتمامه فهي فرصة عليه التشبث بها .
هو لم يستطع أن يحميها ولن يقدر على هذا ،طالما هو على وضعه هذا ، ما هي ديانته حتى ؟ هو لم يؤمن بشيء طوال سنون عمره ،مجرد طفل متخبط ،وشاب متهور ، فشَبَ وصار رجل ملحد !
وجد الفرصة تلوح أمامه فأراد التمسك بها ،وقبل أن يلمسها عرف أنها ليست مجانية .
وليست مقدمة على طبق من ذهب ، بل إنها أغلى من الألماس ، وأقْيمُ من الياقوت ،إنها أثمن من أن تطالها يده .
كيف لها أن تكون بهذا الهدوء ؟ كيف لها أن تكون بهذا اليقين ؟ كيف لها أن تتخلى عن قلبها الذي نبض له ؟ هو متأكد من أنها تحبه!
كيف بعد أن خسرت قدرتها أمكنها أن تبقى هادئة ؟ كيف لها بعد كل تلك المساوئ والحوادث والضغوط أن تبقى سوية النفس وتبتسم ؟
كيف لها أن تنهض بتلك السرعة ؟ وكيف؟ وكيف ؟ وكيف ؟
كيف يمكنها أن تتماسك؟ هو يعلم أنها تحبه ، كيف لها ألا تضعُف حتى أمام لمسة اليد ؟
حياتها في بلدها ليست سعيدة البتة ، هو أصبح يرى ذلك مما قابله معها في الأسابيع القليلة المنصرمة ، فكيف كانت سنواتها الخمس وعشرين السالفة ؟
هي فتاة وحيدة منكسرة مضطهدة ،تتعرض لتعنيف وتمييز وعندما وصلت لبلاده تعرضت للعنصرية والمضايقات وأمام كل تلك المصاعب لم تقف مكتوفة اليدين بل كانت تدافعُ باستماتةِ مَن يُخبئ الآمال العريضة في جُعبته.
هي بِلا أي شخص يُؤمِّنُها أو يحميها أو يصدُّ عنها الضربات ، كيف لها أن تكون بهذه القوة ؟
ما هو مصدر أمانها ؟ ما هي ركيزة قلبها ؟ ما هو مصدر قوتها ؟ من أين يأتي يقينها ؟
'أسئلة بلا رد ! هل هي حقا بلا رد ، أم أنني أنا فقط من لا يملك الردود !! '
كانت الاسئلة تهيم به لا يفهم ولا يملك الإجابات ، كيف لم لا يملك الإجابات على لما خلقت ، وكيف خلقت ، ومن خلقني أن يهدأ له بال ؟
كيف يكون بمثل هذا الرضا والثبات والتقين أن هناك أمل دائما ؟
أرسل لها رسالة نصية للمرة الأخيرة يسألها :
[من أين لك بذلك السلام ؟ كيف بإمكانك الهدوء ؟ ]ردت :
[من الله وحده لا إله إلا هو ، هو إلهي وإلهك الأوحد، ولا شريك له ولا إله غيره]سألها :
[هو غير موجود جوارك كيف توقنين بهذا؟ أنتِ وحدك دائما!]ردت:
[من قال أنه غير موجود بجواري! أستغفر الله العظيم ،هو موجود يراني ، يرعاني ويحميني ويحرسني ، أنا لست وحدي]
أنت تقرأ
غامض إنيجما "الرحلة"
Fantasyأكلما ضربتك الأمواج تترنح يمينًا ويسارًا تاركًا دينك ومبادئك. فقط لأنك ظُلمت أو ابتأست! تسمع أفكار الاخرين! ممتع أليس كذلك؟ إذن ماذا لو كنت أنت الضحية والمفترس من لحمك ودمك ماذا لو كنت بين يديه في زمان ومكان غير مناسب؟ هل سيبقى ممتعًا! ماذا عن قص...