2- الــــــزَّار ثِقَتُها المَكْسُورة

4.7K 375 263
                                    

في محافظة كبيرة في شمال مصر ،هناك قرية تتأرجح تسميتها بين مسميات البلدة و المدينة لكنها صغيرة نوعا عن المدن الكبري.

هناك في القرية الناس طيبون وتقليديون ،من وسط هؤلاء كانت هناك أسرة ثرية ،ثراء فاحشا مشكوكا بأمره هو الوصف الأدق لها، لا أحد يعلم عن أعمالهم أو سر ثرائهم شيء.

هناك أقاويل أنها مشبوهة، لم يتيقن أحد ماهيتها الحقيقية ، لكنهم كانوا دائما محل تساؤل عن سبب عدم مغادرتهم للقرية.

في منزلهم الشبيه بالقصور بين أرضٍ ريفية خضراء ، عاشت فتاة صغيرة لا تليق بهم ولا يليقون بها.

فريدة هكذا سماها واحد منهم لم يعد له أثر بينهم ،فريدة الصغيرة مريحة المُحيّا ، بسيطة الملامح ؛ تلك الفريدة أخبرت أمها ذات يوم :

"ماما أنا سامعة أنت بتقولي إيه من جوا "

لم تهتم الأم كثيرا، باعتبار أنها طفلة صغيرة على أي حال ولها خيالها الخصب .

كررت كلماتها على أمها في مناسبة أُخرى، فزجرتها لتكف عن تلك الترّهات المعتوهة على حد وصفها ،في المرة الثالثة قالت الفتاة :

" ياماما أنا مش بكدب ،إنت كنتِ بتقولي إن خالتو مكنتش المفروض تقول التمن الحقيقي لتيتا وكانت قالت أكتر عشان تقسموا الفرق سوا "

نظرت لها أمها نظرة تستشيط غضبا ، ولطمتها بقسوة ،واستدارت تسير بعيدا، تحدث نفسها :
'قليلة الحيا، إزاى تقولّي كدة؟ إزاى تتكلم معاياكدة؟'

بالطبع كيف تجرأ على معرفة هذا ؟ كيف تجرأ أن تخبرها أنها كانت تعلم أنها تحتال على والدتها في أسعار مشترواتها؟ ولكن هناك سؤال كان هو الأولى بالطرح.

تجمدت فجأة، ودب الرعب في كيانها ، ثم التفتت ببطئ لفريدة المتألمة على الأرض ، تحدث حالها بهلع تتساءل.

ما هذا ؟ كيف علمت ؟ أهو جان ؟ يا إلهي إنه جان يخبرها ما يحدث !! أجل إنها ممسوسة .

مرت ثلاثة أسابيع مظلمة سوداء على تلك الفتاة،عاملتها أمها فيها وكأنها آفة أو حيوان بري يحتاج أن يروض.

استشارت جارتها واختها ،فاشارت عليها اختها ان تهددها لانها تراها فتاة مدلله تسعى للانتباه؛ فهددتها.

واشارت جارتها ان تضربها ليهرب الجان ؛فضربتها.

تضربها تارة وتهددها تارة أخرى، ثم استقرت على ضربها، فهي موقنة أنه جان.

وظلت تضربها بكل ما أوتيت، وكأنها تأخذ بثأر من الماضي، ولم تراعِ انها فتاة صغيرة ولا حتى انها ابنتها الوحيدة.

غامض إنيجما  "الرحلة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن