تحت شمس الظهر الدافئة على ساحل أكثر المنتجعات الخاصة شهرة في إيطاليا ،على واحد من كراسي الشاطئ الخشبية، يسترخي شاب أسمر البشرة، يلبس سرولا قصيرا طوبي اللون وقميصا خفيفا أصفر باهت قليلا يحمي وجهه بقبعة سوداء من أشعة الشمس.
في حوض السباحة المجاور له كان هناك مجموعة من الشباب يتمازحون معا ويتقاذفون بالمياه فأصابته، فأصابهم القلق قليلا فهو أعلاهم مكانة، فنطق أحدهم معتذرا بالإنجليزية بلكنة إيطالية:
" أعتذر عن ذلك يا مّووسّين ،ولكن هل ستبقى نائما هكذا؟"فأجابه يقذف قبعته أرضا بانزعاج وقال:
"أولا يا سميك الفهم للمرة الألف اسمي محسن ،محسن ،وثانيا بعد أن تبللت هكذا فالسباحة هي الاختيار الوحيد!"فنهض يخلع قميصه ويستعد للقفز، فلاحظت الفتاة على المقعد المجاور الندبة على جانبه قبل أن يقفز في الماء، قاطع شرودها صوت تشدق فتاتين آت من أمامها.
كانتا مراهقتين إيطاليتين تقفان قالت إحداهما بصوت مسموع :"يا إلهي انظري، أليس هذا مالك المنتجع المزعوم الذي عاد للتو من الخارج؟ "
فردت الأخرى بفجاجة:"لن يأخذ مني أكثر من أسبوع لأحصل على أكبر قدر من المــ .."
قبل أن تُتِم تفاخرها على صديقتها فاجأتهما كلتاهما أيدي تلك الفتاة على كتف كل منهما تسند رأسها بين رأسيهما وقالت حزن وشفقة مصطنعة:
"ياليته ينفع ، للأسف هذا المسكين مريض بمرض يدعى《إيروتومينيا *》وهو مرض خطير معدٍ، أعراضه مهولة ، يتسبب أولا في تساقط الشعر ثم يذوب الجلد ،وتتهشم العظام ،وأنتم أحياء ،ثم يستسلم الجسد للوفاة ،لذا يحتفظ بأطبائه حوله، أخبره طبيبه الخاص أنه يحتاج من وقت لآخر دماء الشابات الصغار لتجديد صحته "
صمتت لبرهة ثم رفعت صوتها وزادته حدة: "لذا فلتنقذِ نفسكِ واهربي قبل أن يراكِ ،يا إلهي!! إنه آت من هناك"فصرخت كلتا المراهقتين تركضان بعيدا ،بينما قاطع مراقبتها لهما ينصرفان هلعا صوت ضحكه يأتي من خلفها ثم قال:
"يتساقط الشعر واللحم والعظام ؟ وأستسلم للموت!! وأصبحت أشرب دماء الفتيات أيضا ،يا إلهي ما نوع الكراهية التي تحملينها تجاهي؟ "رفعت يديها بلا مبالاة بدون أن تلتفت له وأردفت:
"أظن أنه دوري أن أنقذ العالم منك ، سأذهب الآن يا محسن ""إلى أين يا زهرتي البرية؟"
"إلى مكان لا أرى فيه وجهك!"
وقف يراقب ظهرها المنصرف بعيدا متخصرا ناظرا لها بغيظ ثم زفر وجلس مسترخيا كما كان قبلا.
.............
في نفس الوقت على شاطئ الاسكندرية الهادئ مع نسمة ربيعية لطيفة، تقف فتاة تلبس فستان أبيض عليه طبعات زهرة بيضاء ذات قلب بنفسجي يطير أطرافه خلفها.
أنت تقرأ
غامض إنيجما "الرحلة"
Viễn tưởngأكلما ضربتك الأمواج تترنح يمينًا ويسارًا تاركًا دينك ومبادئك. فقط لأنك ظُلمت أو ابتأست! تسمع أفكار الاخرين! ممتع أليس كذلك؟ إذن ماذا لو كنت أنت الضحية والمفترس من لحمك ودمك ماذا لو كنت بين يديه في زمان ومكان غير مناسب؟ هل سيبقى ممتعًا! ماذا عن قص...