15 -اخْتَبَأْ....

1.8K 233 65
                                    

بعد يومان من يوم الاجتماع ويوم اهانة سورا لفريدة ،تواصل يوهان مع مدير فريدة فرانسوا، من أجل تحديد ميعاد ومكان إعتذار سورا إلى فريدة، فاتفقا على المقابلة في صالة مؤجرة في فندق إقامة فريدة كنوع من التكريم لها.

قبل الميعاد المتفق عليه كانت ميشيل مع فريدة في غرفتها، ظنت ان فريدة غاضبة منهم فتحدثت على حرج تقول:
"عزيزتي فريدة، نحن حقا لم نكن نعرف عما فعلت تلك الفتاة، لذا رجاء لا تكوني غاضبة منا"

فضحكت فريدة واستدارت تواجهها ووضعت كفاها على كتفي ميشيل وقالت:
"السيد فرانسوا الخبيث أرسلك لتتحملي اللوم وحدك، أليس كذلك؟ "

رفعت عيناها تجاه فريدة وقالت بتردد:
"كيف علمتي؟ انتظري هل أنتِ حقا غاضبة منا ؟"

ابتسمت فريدة بود وأردفت:
"بالطبع لا يا عزيزتي، ليس علي اي منكم لوم، فكله من ترتيب تلك العقربة السامة "

فنظرت لها ميشيل بابتسامة ثم تحول وجهها للتساؤل:
" تلك الفتاة أمرها عجيب ، كيف يمكنها التصرف هكذا مع شخص تراه للمرة الأولى فقط لسبب عنصري؟"

استدارت فريدة تلف حجابها في المرآة وتهندمه وأردفت:
" أي مرة أولى تقصدين يا ميشيل؟ إنها مرتها الثانية"

ثم رفعت عيناها تحادث ميشيل فى انعكاس المرآة وقالت وهي تثبت حجابها بكلتا يديها:
" ألم تتعرفي عليها بعد؟ إنها نجمة فيلمك المصور في المتجر، أتذكرين ؟ فتاة الوشاح، تلك الذبابة التي كانت تلبس قناع" وأشارت على فمها تصف شكل القناع، لتذكر ميشيل.

فتوسعت عيناها بدهشة وقالت:
"ها؟ ياإلهى إنها هي بالفعل، كيف لم أتعرف عليها، حتى أنه نفس تلوث صوتها الحاد الرنان من نفس اليوم، ياإلهى تلك صدفة عجيبة، ظننتها مجرد شخصية عنصرية متطرفة، لكنني الان علمت انها عنصرية وبلهاء لم تتعلم من الدرس السابق"

ابتسمت فريدة تحمل حقيبها وقالت:
" لقد قلتُ نفس الشيء عندما رأيتها تفعل فعلتها الطفولية هذه، وكأنها فتاة في الرابعة من العمر، هيا يا فتاة إلى اللقاء، علّنا نشهد أمرا جديد " واستدارت لتغادر الغرفة.

اسرعت ميشيل وأمسكت بها من ساعدها توقفها، وعندما إلتفتت فريدة لها وجدتها تبتسم إبتسامة شيطانية ماكرة، فهزت فريدة رأسها بتساؤل عن السبب، فقالت ميشيل بعفوية خالطها خبث:
"عليك التأخر عن الموعد"

فسألت فريدة:
"لما علي التأخر؟"

سحبتها ميشيل لتجلس وقالت:
" سأذهب أنا مبكرا عنك، واستعرض مدى الاستياء من تصرفها معك لمرتين حتى الآن، بل وعلينا إشراك جون والسيد فرانسوا أيضا"

ابتسمت فريدة من لطافة ميشيل وحرصها عليها وقالت:
" كلا يا عزيزتي اللطيفة، يكفيني الإعتذار فقط، وايضا يمكنني التأخر قليلا أيضا،لكن ليس هناك داعٍ لإشراك السيد فرانسوا أو جون"

غامض إنيجما  "الرحلة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن