استجمعت قواتها وأخبرت الموظفة بالموافقة، وأمسكت سماعة الهاتف بيد مرتعشة تدععمها بيدها الأخرى لتسكنها على أذنها، ابتلعت رمقها وقالت بعامية مرتجفة: " الو ؟"
فأجابها من الجهة الأخرى هاتفا باسمها:
" فريدة، مرحبا! أنا السيد (خطأ)"قال جملته ممازحا بصوت لطيف، كان يعلم انها ارتعبت بالفعل، يستطيع سماع لحن أفكارها المتخبطة من غرفته الملاصقة لغرفتها، أراد التخفيف عنها بطريقته، سمعها تتنفس الصُعداء بمجرد سماع صوته.
"أوه، هذا أنت يا سيد رون، مرحبا بك " ردت فريدة براحة لم تُخْفِها ولكن أرادت وضع ألقاب عند مناداته لتفادي أن تقع فيما وقعت به قبل عده ساعات.
زفر رون بارتياح عندما لمح في صوتها الاطمئنان وأردف:
"أهلا بك دائما يا فريدة، أردت أن أعلمك أنني اتخذت الغرفة المجاورة لك لنفسي، إذا احتجت شيئا فقط نادي السيد (خطأ)، وسيأتي على الفور "قالت فريدة بنبرة جادة قليلا يخالطها بعض الارتباك:
"شكرا لك حقا، ولكن ما الذي جعلك تأتي للمكوث في الفندق؟ "حاولت التهرب من التوغل في حديثه الممازح أكثر، عندما قاطعها هو يقول بصوت عفوي:
" هممم!! كل ما في الأمر انني وجدت أن منزلي بعيد بعض الشيء عن موقع الاجتماعات؛ لذا قررت أن أمكث هنا حتى انتهاء محادثات الصفقة"
هو يخفي ضحكة اليأس التي ارتمست على وجهه من سماكة فهمها أومن تغافلها المقصود.
فهو بعد ان أوصلها ذهب لمنزله سريعا، أخذ متعلقاته الشخصية الأكثر أهمية وغادر على عجل حتى يأخذ اقرب غرفة لها.
كان حديث محسن وتوعده لها لا يزال حيا في ذاكرته، كان محسن جاد في تهديده وهو ما قرأه في لحن أفكاره وإن كان بلغة لا يفقهها فهو واضح للرجل ان يفهم ما يفكر به مثيله ،وحتى لغة جسده في الدقائق القليلة التي رآه امامه فيها، كل شيء بمحسن كان غير اعتيادي وغير مطمئن له.
جن جنونه عندما تخيل أنها قد تحتاج لمساعدة ما ويكون هو غير متواجد لنجدتها، لذا أتخذ هذا القرار موقنا أنه الأسلم لها.
حتى أنه اعتمد على صديق له فى إدارة هذا الفندق حتى يعطيه أي غرفة من الغرف التى تقاربها في الطابق نفسه.
ظل شارد يحاول التفكير في أي شيء يتجاذب أطراف حديثه معها إلى أن قاطعه صوتها المتوتر المحرج تقول:
" حسنا هل هناك شيئا آخر؟ أظن أن الوقت متأخر للمحادثات الآن، وعليّ الاستيقاظ باكرا للتحضير لإجتماع الخبير الروسي، وعليّ تناول الطعام، أه والقهوة إنها مفيدة حان موعد شرابها، لذا تعلم! تصبح على خير، عليّ أن أغلق الان "
قالت جملها غير المتناسقة والعجيبة هكذا كطلقات متتالية، ثم أغلقت الهاتف بينهما بسرعة، حتى قبل أن يوافق هو، أو أن يخبرها أن حتى ميعاد العشاء لم يأن أوانه بعد!
أنت تقرأ
غامض إنيجما "الرحلة"
Fantasyأكلما ضربتك الأمواج تترنح يمينًا ويسارًا تاركًا دينك ومبادئك. فقط لأنك ظُلمت أو ابتأست! تسمع أفكار الاخرين! ممتع أليس كذلك؟ إذن ماذا لو كنت أنت الضحية والمفترس من لحمك ودمك ماذا لو كنت بين يديه في زمان ومكان غير مناسب؟ هل سيبقى ممتعًا! ماذا عن قص...