ماذا يفعل الحمام و الى من يأخذ الطعام ؟ (2)

147 5 0
                                    

خرج "إيشما" من البركة وارتدى ملابسه البابلية القديمة.. لكنه لم يتجه إلى

متاعه.. بل اتجه إلى ذلك المكان الذي تطير إليه الحمائم بهذا الحماس الغريب..

وهناك وجد شيئًا اتسعت له عيناه العجوزتان في دهشة وانبهار؛ وجد طفلة

جميلة ابنة التسع سنوات لم ترَ عيناه بمثل جمالها.. لكن ليس هذا ما أدهشه..

ما اتسعت عيناه له انبهارًا هو أن الحمائم كانت تحيط بها وتطعمها وتسقيها
من مناقيرها لبنا.


كانت الطفلة تضحك وتحرك يديها بسعادة.. ولما اقترب منها "إيشما" ضحكت

له ضحكة نزلت لبراءتها دموعه الحانية.. وبعقلية راعٍ بابليّ قديم كان ما

يشاهده يعني شيئًا أسطوريًّا ما.. حملها "إيشما" برفقٍ ورفعها إلى السماء..

وكانت الحمائم تطير من حولهما بسعادة لم يجد لها تفسيرًا.. نظر "إيشما" إلى

عينيها الصغيرتين الجميلتين.. إنها المرة الأولى التي يرى فيها طفلة لديها هذه

الرموش الرائعة.. قرر "إيشما" أن يأخذ هذه الطفلة معه ليربيها.. وقرر أيضًا أن

يسميها اسمًا أوحاه إليه الموقف.. سمَّاها "محبوبة الحمائم".. الأسم الذي كان

لما ينطق بالبابلية القديمة يبدو مألوفًا.. كان يُنطَق بالبابلية "سميراميس".


"عندما يأتي المخلص العظيم.. وهذه الفتاة البريئة القلقة الجميلة.. هيا تعال
وحررها الأن
***

إنه الأحتفال العظيم في بابل.. وعندما تحتفل بابل فزِد على جمالها ألف جمال

ومتِّع ناظريك.. عندما تلتقي الجبال الخضراء والسهول والأنهار الصافية بالرخام

الأبيض والأزرق المميز للقصور البابلية والرسومات الكبيرة التي تغطي الجدران..

عندما يلتقي كل هذا بالأطفال الذين ينثرون أوراق الزعفران في الهواء والخيول

التي ترقص والبشر الذين يحتفلون في أكثر لباسهم وصروحهم أناقة في

التاريخ.. عندها تعرف أن هناك حدثًا مهمًّا جدًّا يمر عليهم.. عندما ترى الزعفران

يغطي الأرض بهذا الشكل تعرف أن هناك مولودًا جديدًا للملك "كوش" والملكة

"أوداج".. مولود ذكر.. فهذه الاحتفالات لا تقام لو كان المولود أنثى.

¦¦ النمرود ¦¦حيث تعيش القصص. اكتشف الآن