(6)

30 4 0
                                    

وضعت العاريات أياديهن على قلوبهن.. وتحفز الحرس حول "زاهاك"..

وتوجهت كل الأنظار إلى "زاهاك" الذي قام معتدلًا من مجلسه بسرعة كالمارد

واختطف أحد الرماح من أحد حُرَّاسه وألقاه بيد خبيرة حتى انغرست في قلب

العجوز الذي سقط كالحجر.. قال "زاهاك" بغضبٍ شديدٍ:

- ألقوا هذا الحثالة إلى الأسود.. واعتذروا لها عن هذا اللحم العفن الذي
سنطعمها إياه اليوم.

حمل الحراس العجوز الذي بدا وكأنه مات من فوره كالجلمود وألقوا به إلى

حفرة قريبة واسعة مزيَّنة جدرانها برسومات الأسود الماشية التي تعتبر رمزًا

من رموز الحضارة البابلية.. وهي أيضًا مليئة بالأسود الحقيقية التي تزأر في

غضبٍ جائعٍ الأسود التي بدا وكأنها مئة أسد جائع مزقوا جثة العجوز قبل حتى أن

تحط على الأرض.. قال "زاهاك" بغضب:
- ألقوا حراس المنصة كلهم وراءه.. يبدو أن أبي "كوش" العظيم لا يعرف كيف
يختار رجاله.

غادر "زاهاك" المنصة واتجه إلى داخل القصر البابلي العظيم.. ومشى فيه

بغضب هادر يُعنف كل من يجده أمامه من الحراس.. حتى وصل إلى غرفته

المزين بابها بالعديد من الألوان والزخارف.. فتح بابها وأغلقه بغضبٍ.. ثم إنه..

- لم أعد أذكر أن لك اسمًا ما يابن "كوش" العظيم.
نظر "زاهاك" إلى مصدر الصوت بعينين متسعتين.. كان رجلًا أكثر من نصف

أسنانه مفقودة.. ولديه عشر شعرات غريبات في ذقنه العجوز.. يرتدي عباءة

سوداء ممزقة أطرافها.. ولديه صوت أشبه ما يكون بصوت الحية.

¦¦ النمرود ¦¦حيث تعيش القصص. اكتشف الآن