(3)

65 4 0
                                    

هاهو المولود موضوع في الهودج تحيط به الولادات أو المايات كما يطلقون

عليهم هن (جمع مايا).. وهم الذين سهروا على رعاية الأم حتى تمت الوالدة..

اقترب أكثر من الهودج وألقِ نظرة على هذا الصغير.. ستسمع أثناء اقترابك

الكثير من الكلمات على طراز "يالروعة هاتين العينين" أو "إنه أروع طفل رأته
عيناي"..

هذا يحفزك أكثر للنظر إلى الطفل.. هاهو أمامك.. الجمال مجسَّد في

رأسٍ صغيرٍ وعينين حادتين.. لكن هناك مشهدًا آخر سيقلقك.. فمثلما تحيط

بهذا الطفل الولَّادات ذوات الأيادي الناعمات وأوراق الزعفران المتناثرة في

الهواء.. فأنت ترى أشياء أخرى تحيط به.. ليست أشياء في الواقع.. بل كانت

شياطين.. نعم شياطين.. كانوا يبتسمون بشيطانية تجيدها كل الشياطين..

وكانوا يتلون شيئًا ما.. برغم كل الحقائب المطرزة يدويًّا والمليئة بالودع الأزرق

والثوم الموضوعة حول الهودج في كل مكان لطرد الأرواح الشريرة.. وبرغم

أن المايات وضعن أصابعهن في الزعفران وبصموا به على جبهة الملكة "أوداج"

لحفظ الطفل من الشياطين.
وفجأة سكت الجميع وتكلم الشيخ الكبير أو الموهيل كما يلقبونه في بابل.. قال
الشيخ

-    اليوم أتشرف وتتشرف البشرية ووتتشرف الأرض كلها بولادة الأبن

الذَّكَر الذي سيحمل اسم الملك العظيم كوش.. الأبن العظيم الذي

قررت العائلة أن تسميه "زاهاك".
وهنا ضج الجمع بصيحات السعادة.. لكن اسم "زاهاك" لم يكن ذا معنى محبب

على أي حال.. لقد كان الأسم يعني باللغة البابلية الثعبان الالسع.. وعلى ذِكر

الثعابين اللاسعة كان لضحكات الشياطين من بين أنيابها فحيح سعيد. . فحيح
شيطاني سعيد.

¦¦ النمرود ¦¦حيث تعيش القصص. اكتشف الآن