3

1.9K 26 5
                                    

يرن هاتف تركي ، فيزداد توترًا ، يضعه صامت و يصب فنجاني قهوة له و لتميم ، يضع تميم القهوة أمامه دون أن يرتشف منها : زين ليه ما ترد ع جوالك؟
يرفع تركي ناظريه إليه : مكالمه مو مهمه ، ثم يحتضن يديّ سند التي تطبطب على وجهه : بابا حلاو
يقف تركي حاملًا سند : يلا يا بابا نجيب حلاو
يقف تميم معهم معاندًا : حت انا بروح اجيب حلاو للشيخ سند
يخرج الثلاثة معًا ، ربع ساعة يلتفت تميم : هذا طريق الساحل ليه نازل ؟
ينطق تركي بتردد : عندي مشوار
- ما تلاحظ مشاويرك كثرانه هالايام ؟
-  لا ، ليه انت ملاحظ ؟
- تركي علمني وش وراك ؟ ترا قادر أعرف من غيرك لكن ما ابغا ، ابغاك انت تقولي تراني اخوك ماني غريب!
التزم تركي الصمت قليلًا ليقول : لقيت ابوه
التقط تميم مجمل الفكرة قال بشيءٍ من الريبة خفيّ : إي؟؟
- قابلته هو و اخوه قبل امس و طلب يشوفه
ليقول تميم بترقب : يعني انت ذلحين مودينا نقابلهم ؟
- تميم تكفى مب ناقصين شيء خله يشوف ولده يتوكل ذلحين لان ورانا شغل ولازم ياخذ الولد يسجله باسمه لاني تعبت اشيل مسؤولية ذنبه و ذنب ابو راكان
- والله اما يقتلني والا اقتله الملعون
اوقف تركي السيارة على جانب الطريق : تميم أنا بوجهه الله منك و من فعايلك تكفى اذا ما كنت محضر خير انزل و فكني منك
نطق تميم بقهرٍ ملأ صدره : تبغاني اسكت له ؟ اصلًا كيف يسجل الولد باسمه بدون عقد نكاح ؟ وش بتقول للعقاد الملعون مغتصب اختي ؟
- لا بكلم ابو علي يعقد لهم ع الورق بتاريخ قبل ولادة سند و بعدين تتسهل الامور
- بعدين تعال متى عرفته انت و كيف وصلت له ؟
- يوم وفاة ابوي ، جا حضر العزا و الدفن و عزّاني
انتفض تميم بجزع : مسوّد الوجهه و له وجهه يجي الملعون ؟كيف عرفته انت و  ليه ما علمتني عليه والله ليصير بدل العزا اثنين
- تحسب انه جاي يعزي صدق ؟ جاي يدور اخبار اليمامة من بعد اخر مره سحبت جوالها و لعد عرف لها طريق ، عرفته من عيونه عرفته من وجهه ، نسخة سند بالعيون و الانف
التفت تميم ليتمعن في وجهه سند لأول مره يتأمل كل التفاصيل ، حقيقةً أن سند لا يشبه اليمامة بتاتًا حتى بياض بشرته المشبع بحمرة ،  الملامح تختلف اختلافًا جذريّ : عزّ الله انك صادق ما يشبهها و لا يشبهه احد فينا
- ممكن ابيض زي اليمامة بس الباقي لا
التفت تميم مرةً اخرى ليشد سند إليه و يحتضنه بقوه و يقبل رأسه و يداه و يتأمل فيه قليلًا : والله يابوك ما يستاهلك الخسيس ، اعذرني إذا يتمتك ياخالي
التفت إليه تركي : تميم اتفل الهرجه ذي من فمك قسم بالله لأخذ اليوتير و أرجع بك
تميم : سوق بس ، علمني كيف وصلت له بعد العزا ؟
-رجعت لليمامة اخذت اسمه كامل بالقوة ، و بحثت وراه لين عرفت كل شي و اتصلت باخوه اللي اكبر منه
-ايوه ؟ يعني كلمت اخوه قبل ما تكلمه ؟
-ايوه ، عزّ الله انه رجال ، خلق و فرق بينهم
يقطع حديثهم رنين الهاتف يرد تميم : يا هلا ، و عليكم السلام و الرحمه ، كيف حالك
-الحمدلله طيّب ، وش علومك انت ، ها جاي ؟
-الحمدلله ما علي خلاف ، اي والله هذا بالطريق
-زين لا قربت اتصل عليّ
-ما يخالف ، توصي شيء
-ابد الله يسلمك
قال تميم بعجله : لايكون ابوه ؟
-لا عمه
اشوفك تسولف معاه عادي و تاخذ اخباره ؟ والله ما غير العنهم الاثنين
التزم تركي الصمت ، و اخذه التفكير لكيفية اللقاء ، لقاء الأب و الابن و لقاء تميم و مهاب ، فكلٌ منهما يحمل من الجنون مالا يُطاق
يحمل تميم جمرة في روحه ، فنار اليمامة منذ سنتين تتأجج في صدره ، و يحمل مهاب شوق عاشقٍ ظالم ، و أبٍ متلهف لطفلٍ لم يعلم عنه إلا قبل فترة وجيزة ، فأي الجنون سينتصر ؟
اخذ هاتفه ليرسل رسالة سريعة لهمام " تميم اخوي معايا حاول تعقّل اخوك لأن اللي عندي أجن منه "
ليصله الرد سريعًا " الله يستر "

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن