9

1.6K 14 8
                                    

لا أعلم لما ينتابني شعورٌ مريب و غريب في ذات الوقت
أشعر بنارٍ تتأجج في صدري و دفءٌ حنون يلتف حولي
أشعر أنني قريبٌ بعيد من شيءٍ ما
الليل يُشبه ليلٌ قديم حلوٌّ و مُر
يا لحماقة ما تشعر به أيها المُلهم المشتاق
رنين الهاتف أيقظني مما اتخيل ياه يا لثقل دمك أيها المتصل : الو هلا ؟
-هلا والله ابو سند ، شلونك ؟
ابتسم لكُنيته المحببة لقلبه رغم أنه لم يسمعها إلا مراتٍ معدودة : هلا فيك ابو مُهاب ! طيب طاب حالك
يقهقه بصوتٍ عالٍ ليرد : الله و الثقة هذي ، مُهاب مرة وحده ؟
يبتسم مهاب مجيبًا : ايه مهاب والا مب عاجبك اسمي ؟
يبتسم بألم : بالعكس الاسم حلو لكن صاحب الاسم ماش
يلتقط مهاب مقصده فيبتسم ب ألمٍ أكثر : امر الله و انا و اخوك ، شيء صار و انتهى
ينطق ب استغراب : انتهى ! متأكد انه انتهى ؟
يتنهد مُهاب قائلًا : شتبيني اسوي يعني ؟
-لا تسوي شيء لا ترجع الرياض ، انا موجود عندك
توجّس مهاب قليلًا : شعندك ؟
يبتسم لذكرى الصغير اللطيف : وحشني سند و جيت اشوفه و الا ممنوع ؟
يبتسم بهمسٍ : حتى أنا واحشني ولدي
يلتقط مربط الفرس : طالما ان ولدك واحشك وراك ما تجيبه عندك ؟
يُدرك مهاب مقصده جيّدًا أولًا من اتصاله المفاجىء فمنذ تلك المدة لم يتصل به إلا مراتٍ قليلة لا يُطيل فيها الحديث و لا يتحدثون في شيءٍ آخر الا في هذا الموضوع ، و ثانيًا كلماته المترامية عن شوقه لسند و تلميحه للمجيء به و ثالثًا من تواجده في الجنوب فينطق : انت وراك شيء قوله و خلصني !
يعرف فراسة مهاب جيّدًا لينطق قائلًا : تعال اكتب كتابك على البنت و خذ ولدك في حضنك
ينطق مهاب ب امنياته : ااااوووههه يجيب الله ذا اليوم اللي اكتب كتابي عليها ، صدقني برمي ولدي عليك و اخذها هي بحضني
يضحك بصدمة : يا ولد ! وش قلة الادب هذي؟ حسّن الفاظك مع اخوك الكبير بعدين تعال ما توقعتك عندك ذرة احساس او مشاعر تصدق ؟
يبتسم مهاب : لا نلعب على بعض نفس المشاعر اللي عندك عندي ، بس يمكن انا مجنون
يشعر أن مهاب يرمي إلى شيءٍ ما : يا رجّال ! وش تقصد يا ولد امي ؟
تنهد مهاب ب ابتسامته الساحره : راعي الهوى مفضوح يا همام
توتر همام قليلًا ليقوم و هو يتهرب من مشاعره التي لا يدري كيف اكتشفها هذا الارعن : اقول توكل قال راعي الهوى قال ، اخلص علينا و لا تطول تراني انتظرك .." سكت قليلًا ليقول : انا و معي كم شخص
نطق مهاب بسرعه : لا تقول ابوي ؟
يُجيب همام : ابوي و عبدالله و عمي عبدالعزيز !
يضع مهاب يده على رأسه : الله الله باقي جدي المفروض تعلمه عشان ترتاح اكثر !
يبتسم همام لسخرية مهاب : حتى امي تدري
-ادري ان امي تدري  و ع فكرة تراها تدري من قبل لا تدري انت
لم يتفاجئ همام بذلك : كنت عارف واضح توتر العلاقة بينك و بينها و صايره تاخذ بالها عليك كثير من بعد الحادث
نطق مهاب بقراره الغريب : زين علم جدي خله يجي و بعد علم عيال عمي عبدالعزيز و عيال عمي حمد
استغرب همام من قراره : خير وش تبي تسوي ؟
-بملك عليها و ابيهم يجون فيها شيء هذي ؟
-لا مافيها شيء بس انت تدري ان الموضوع مو بسيط و لا هو بالسهولة هذي
-علمت ابوي جت عليهم يعني ؟
-ابوي هو اللي ضغط علي لين علمته بس هذولا وش اقول لهم؟
-خل ابوي يكلمهم
تنهد همام من غرابة اخيه ثم نطق : زين زين انت متى بتجي
نظر مهاب لساعته : بروح لسياف و انت قابلني خذه معاك و انا برجع الرياض اجيب امي و ياسمينا
وضع همام يمينه على رأسه : انت ناوي تفضحنا و تفضح البنت و الا وش بتسوي !! تراها ملكة مالها داعي جيتهم
يقول مهاب ب استفزاز : وش فيها لو سويت زواج ؟
نطق همام بعصبية : اقول تلايط زواج و ينزف ولدك قدامك
بتسم مهاب لفكرته : فكرة حلوة ابخليه يزف امه لي
اغمض عيناه بغضب ثم قال : اذلف اذلف جهز نفسك صدق انك معتوهه
يقهقه مهاب قائلًا : زين وراك عصبت ؟ بس اني صادق علم عيال عمي ابسوي لها جاهه ، و بعد خوي بيجي مع اخوانه و عمامه
ادرك همام هنا ان مهاب مصر على رأيه و جاد في ذلك : يصير خير بعلم ابوي اول بهبالك و بعدها نشوف
ثم ينطق مهاب على استعجال : اي و علم كبار الجماعه بعد لا يشرهون علينا
-محد بيشره على سواد وجهك صدقني ، الا بيلعنون خيرك

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن