23

1.5K 16 10
                                    

يمر الأسبوع سريعًا تتحسن صحة مهاب الجسديّة لكنها تسوء على الصعيد النفسي
كل يومٍ يمر يزداد فيه بؤسًا و غضبًا و شوقًا
يفاجئه اتصال تركي و يتوجس منه
يرد عليه بثقلٍ شخصيّ : يا هلا و مرحبا ابو سلمان
يأتيه صوت تركي : هلابك زود ، وش اخبارك ؟
يرد مهاب : طيّب الحمدلله وش اخبارك انت ؟ وش اخبار سند و .."ثم يصمت قليلًا و يهمس : والاهل ؟
يجيبه تركي : طيبين ما عليهم .." يتنحنح ثم يقول : ان شاءالله جاينكم هاليومين اذا ظروفكم تسمح
تشتد قامة تميم ثم ينطق : حياكم الله ب اي وقت ..

بعد أن اغلق هاتفه اتصل بوالده و همام يخبرهم بمجيئهم
ثم يتمدد بذهنٍ شارد ، اصبح دائمًا ما يلازم غرفته دون الخروج منها
و لا يخرج الا للضرورة
يقف ببطء شديد يحاول تجاهل الدوران الخفيف الذي داهمه و يخطو خطواته للخارج ببطء

تشعر اليمامة أنها ستنفجر
حاولت أن ترفض السفر معهم لكنها مُجبرةٌ على ذلك لا أحد سيبقى سواها هنا
و ربما تطول سفرتهم قليلًا
تصعد الطائر بصمتٍ غاضب
تجلس جوار النجلاء التي تهمس لها : وش فيك بتنفجرين !
تنظر لها ثم تعود و تنظر للنافذة : ولا شي
تجلس جوارهم والدتها تهمس بدعواتٍ و توكل ثم تقول : الصغار وين ؟
تجيبها النجلاء : مع تركي و عمي ورا

يقول احمد لتميم بضحكة : م عندها اخت ؟ نحط عرسنا في ليلة وحدة ؟
يجيبه تميم : اذلف بس عرسي ما ابي احد يشاركني فيه
يقول احمد : ياغبي تقل المصاريف
يرد تميم ب اصرار : انا بدفع دم قلبي راضي

مرّ الوقت سريعًا حت اصبحنا نستنشق نفس الهواء في نفس المدينة
اشعر بشيءٍ ما يكتم صدري
امشي دون دليلٍ و لا اعرف الى أين
أمسك بيدي تميم : من هنا تعالي
احاول افتكاك يدي لكنه يرفض ذلك : فكني خلاص عرفت !
يهمس بعناد معتاد : لا
أهمس في داخلي بدعواتٍ صادقة لياسمينا و اسأل الله أن يصبرها عليه فهما ضدان لا يجتمعان بأي شكلٍ من الأشكال
ينقذني من سذاجة تميم سند عندما جاء إليه : حلها و ثيلني انا تعبت امثي
يقف بجواره راكان : حت انا تيبان سيلني معاه
ينطق تميم : اقول عتال عند ابوكم انا
يجر سند يده من يدي و أغتنم الفرصة لأتمسك في والدتي
يرن هاتف تركي و يرد عليه أمامنا عرفت من طريقة حديثة أن والد مهاب يطلب منه المرور عليهم للغداء
و محاولاتٍ فاشلة من تركي و عمي للرفض دون جدوى
الساعة الان العاشرة صباحًا و انا أشعر أنا قدماي لا تحملني أريد النوم أكثر من أي شيء
نذهب لشقة تميم التي يسكنها هنا نضع الأغراض و نخرج إليهم

تستقبلهم ام عبدالله بحفاوةٍ بالغة
و تستقبل اليمامة بحبٍ يخصها هيّ فقط
لا زالت اليمامة تشعر بضيقٍ يتفجر داخلها و قلقٍ يتصاعد دن أي مبررات و سوابق
تلتفت لياسمينا برقةٍ و هدوء : خذي لي طريق اذا ما عليك امر ابغا دورة المياة
تقف ياسمينا : تعالي مافي احد
و تخرج معها
تتأمل ياسمينا ملامح اليمامة الناعمة تبتسم لها اليمامة تقول بمزاح : مضيعة شيء بوجهي
تضحك ياسمينا بخجل : لا والله وجهك يجذب ما الوم اخويه يوم جنّ و قعد
تبتسم اليمامة و تدخل
تغلق الباب و تضع يدها على قلبها تهدء دقاته المتسارعة و هي تهمس : الله يقطع سيرة اخوك

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن