تمرّ الأيامُ بسرعة فائقة ، اسبوع مرّ بعد خِطبة مناف لليمامة ، و دخول عليّ في نوبةِ سكر من هول الصدمة
اليوم يستعد تركي لزيارةِ خالد والد مهاب ، بعد أن اتصل به همام و أخبره بذلك
عليّ لا يكلم محمد و تركي
و كثيرًا ما يتجاهل تميم و سلطان
جاءه محمدًا قبل يده و رأسه ، يصبح عليه دون أن يرد ، و يمسي كذلك و هو يعتصم الصمت أمامه حت نطق : شيبتهم جاي ما ودك تستقبله ؟
نظر عليّ لمحمد رمقه بنظرةٍ ثم تجاهله كما هي عادته من أسبوع و قام من جواره
يعود محمدًا لتركي يتنهد بألم : ابوي شايل كثير و لا هو راضي حتى يرد السلام
يربت على كتفه : لو جا الرجال بيجي ماهو تاركه ، لكنه مرح يرد و شيء طبيعي انه ما يرد اصلًا
ساعة و نصف
وصل همام و والده و عمه لهم ، كان في استقبالهم عليّ و محمد و تركي و تميم
استقبالٌ باردٌ و حار
دون مشاعر كذلك
فالكل يحمل في داخله من التوتر و القلق و الترقب ما اللهُ به عليم
خالد لا يدري ب أي كلمات الاعتذار سيعتذر ، و لا يعرف لما جاء من الأساس دون مهاب !
عبدالعزيز هاله الموقف أكثر من كل شيء ، لا يدري على أي كتفٍ سيربت ، لكنه يعرف تمامًا أنه يودّ لو يقتل مهاب على سواد وجهه
همام يشعر بقلق على كل شيء و على الجميع
تركي لا يعرف كيف يحدد مشاعره اتجاههم ، لكنه و لأول مرة يشعر بكرهه لهم حتى همام !
عليّ يترقب بصمتٍ و قلق كيف سيُنقذ سمعة العائلة
تميم الذي يود لو يشعل فيهم المجلس لو لم يكونوا ضيوفًا لمجلس والده لفعلها دون أن يتردد
أما محمد الذي يقاوم شعور الأبوّة في صدره ، كيف سيأخذون ابنه منه ؟ لأول مرةٍ يتمنى لو ينهال على تركي بالضرب المبرح فهو أساس هذا الاجتماع البغيض !
ترحيب و سلامٌ مُقيت و تبادل أخبارٍ وهميّ
ثم صمت و لا شيء غير الصمت
من فرط الهدوء يكاد كلٌ منهم يسمع دقات قلبه ، أو يشعر أن تفكيره يُسمع
تتردد الكلمات كثيرًا على شفتي أبو عبدالله لكنها لا تخرج ، يحرك يديه في حجره كثيرًا
لا يدري بأي كلمات الموساة سيرمي
ماذا يقول ؟ و هل سيكفي القول ؟
هل يهوّن الاعتذار عليهم مصابهم ؟
هل يمكن للاعتذار أن يُبسّط تعقيد المصيبة ؟
ماذا ستقول يا خالد ؟
ينطق أبو عبدالله على استحياء : جيتكم و أنا شايل خيبة ولدي ، و لا داري وين أودي وجهي من ربي و منكم ، اي والله
أنا داري ان حقكم و حق لحاكم و حق بنتكم في رقبتي و ورقبة ولدي ، يعلم الله اني مستحي منكم و من ربي قبل كل شيء
هذاني جيتكم و اللي تامروني فيه انا حاضر و تم و ان بغيتوا راسه جبته لكم لين عندكم
يتنهد عليّ قائلًا : جيّتك ع العين و ع الراس يا ابو مُهاب ، لكن العتب عليك كبير و على ولدك أكبر
يفزّ محمدًا خارجًا و يعتذر من الحاضرين
خمس دقائق حتى عاد و أخرج معه والده
تتفاوت الاسئلة في عين الجميع ليقول تركي بهمسٍ مسموع لمن داخل المجلس : عمي ما يدري باللي صار ، قلنا له متزوجها بالسر
ثم نطق تميم بغطرسته و سخريته المعتادة : حلوه الفكرة يا عمي صح ؟ منها نستر بنتنا و نغطي غلطت ولدك !
نطق همام : و الزواج بيصير ب اذن الله و علن ماهو بالسر
يجيب عليه تميم : و اخوك ليه ما جاء ليه متخبي وراكم الجبان ؟
عبدالعزيز الذي استفزته كلمات تميم القليلة و تبيّن من خلالها أنه ينقصه القليل من الأدب نطق بمدارةٍ له : لا والله الا في دوامه و لا يدري اننا جايين
عاد محمدًا و والده للمجلس
تعمّد إخراج والده بعد أن همس لتركي أن يخبّرهم أنه لا يعلم
شعر عليّ بحرجٍ كبير و هو يغادر المجلس معتذرًا ليهمس بغضبٍ في وجهه محمد : خير وش بلاك مطلعني من وسط الرجال ؟
نطق محمد بتوتر و قلق : نسيت ما أكلم العيال يودون الذبايح
لينطق والده بغضبٍ أكبر : و مطلعني عشان تعلمني ليه ما تعرف تتصرف ؟ دق عليهم ذلحين يودونها بسرعة
يوّد محمدًا إطالة الحديث أكثر أخبره أنه اتصل بهم و لا يجيبون ليتصل هو موبخًا له و لهم
ثم عاد للمجلس
وجهه عبدالعزيز خطابه لأبو محمد : انت فصل و احنا نلبس يا ابو محمد ، و اللي تبونه حنا حاضرين و تم
يرد عليه عليّ : ان شاءالله ما يصير الا كل خير و يرضي الطرفين .." ثم همس في اذن محمدًا : هذا ولده ؟
ليُجيبه : لا هذا الكبير ولده مداوم و لا يدري انهم جو
نطق تميم ب اسلوب أرعن : ما ودك تشوف حفيدك يا خالد ؟
لينتفض عليّ و ينطق بفزع : ولد !!!
و يرد عليه أبو عبدالله : والله مب اصغر عيالك ، نادني أبو عبدالله ما بغينا كلمة يا عم ، بس احترم شيباتي يابوك
ليرد تميم : طيب وش قلت ودك تشوفه و الا لا ؟
يود همام لو يحطّم وجهه تميم لقطعٍ صغيرةٍ لا تُرى نطق ب لعانة : جيبه ، و جهّز له أغراض أب أخذه معي هاليومين ، و اذا بنمشي بجيبه
تفاجئ الجميع من القرار المطروح من قِبل همام
فقد كان قرارًا و أمرًا لا طلب
يقفز قلب محمد إلى حنجرته
تبرد أطراف تركي الصامت في أغلب الوقت
يتوتر تميم قليلًا
ينطق عليّ ب استغرابٍ كبير : الولد صغير و لا هو متعود على وجيهه غريبة
ينطق عبدالعزيز : حنا هله مب غرب
تميم : اي بس ما يعرفكم توكم تشوفونه و بتاخذونه ماهو جاي
قال همام ب استفزازٍ أكثر : مب مشكلة يتعرف علينا و يتعود ، في النهاية الولد ولدنا
يقول تركي بهدوء : بجيبه تسلمون عليه لكن منتو ماخذينه معاكم ، الولد يبغا امه و يبغا احد وراه ، عن اذنكم
خرج لينتهي النقاش البغيض بالنسبة له
يأخذ سند و يأخذ معه راكان للمجلس
تلمحه النجلاء لتسأل : وين ماخذ الصغار ؟ غريبة من عندكم لكم فترة كل يوم ناس جايين !
ينطق و هو خارج : اهل سند
نطقت برعبٍ : وش ، اهله !! حنا اهله .." لتركض و تمسك ب سند و تشده نحوها الدموع تنهمر فوق وجنتيها
تخرج والدتها بقلق : وش فيكم ؟ وش فيك انتي ماسكه الولد
يقول تركي بغضب : يمه خذي بنتك من هنا فكيني منها
ترد النجلاء بصوتٍ غاضب و باكٍ : يوم انه ولدهم ذلحين جايين بعد سنتين ؟؟ والله ما ياخذونه
تُمسك والدتها بتركي تشده للداخل بصدمة : وين ماخذ الولد ؟ اهله مين اللي جو ، وش دراهم فيه !!
يعود للداخل ، يجلس في صالة البيت واضعًا سندًا في حضنه ويقف راكان بجانبه
يخرج هاتفه يتصل بمحمد ما إن جاءه صوت محمد حتى نطق بغضب : تعال فكني من زوجتك
دقيقة واحدة حتى جاء محمدًا
يسمع صوت النجلاء تبكي ، و تحلف ألا يأخذوا الصغير ، و يسمع والدتها تتسائل و تستفسر عن كل شيء
يضرب بيده على الباب : يا ولد طريق
يركض راكان نحو والده ، و يقف تركي ماسكًا سند بين ذراعيه : خش خش
دخل محمد و هو يحمل راكان لتركض نحوه نجلاء باكية : شوف تعال شوف بياخذون سند ، ليه توهم يتذكرون ان لهم ولد ؟ وش يبغون فيه ، ليه جايين الحين والله انه تركي اللي اتصل بهم
يقيّد يديها بين يده و يحتضن كتفيها بقوة ، حتى تمكن تركي من الخروج
يلحق به محمد بعد أن طمئن النجلاء أن الصغير سيعود
و أخبر والدتها بالأساسيات المُهمة في اجتماعهم
في المجلس أول ما وطأت قدما تركي على عتبات الباب اختنق الهواء في رئتي أبو عبدالله
وقف و هو يمد يديه في الهواء أمامه لينطق بصوتٍ ملأه الوجع : يا ويلي عليك ، يا ويل قلبي منك و من أبوك يحاول حمله رغم عراك سند الخفيف
يتعلق بعنق تركي معارضًا ، يقف عبدالعزيز و همام ، يبتسم همام بحب و يحاول شد انتباه الصغير المُعارض
حمله أبو عبدالله و احتضنه برفق
تنهال الدموع على وجهه الصغير ، يمسح همام دمعه ، يصفق ب اصبعيه له راجيًا أن يسكت
يفزّ تميم ينتشل سند من يدي خالد و يخرج مسرعًا و هو يقول : هلكتوا الولد و هو يبكي
في الحقيقة الكل استاء من تعامل تميم معهم ، حتى تركي يودّ لو يعاقب تميم على تصرفاته الصبيانية
يخرج خالدًا مكبًا على وجهه و هو يستند على عبدالعزيز
ثم لحق بهم همام بعد أن همس في أذن تركي : ما تركت الولد الا عشانك و علّم اخوك يتمادى اكثر بيشوف وجهي الثاني طالما اني الى الان ساكت عنه
أنت تقرأ
كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب
Randomمساء أو صباح الخير كيفما كان التوقيت لديكم اقرؤها هذا أول عمل روائي لي و هذه بدايتي الأولى بين يديكم لازالت تحت الانشاء أرجو أن تنال على استحسانكم اعزائي