29

1.3K 19 10
                                    

لم يكن عليك الرحيل و تركي عالقًا في صورتك ، كان عليك البقاء
البقاء بجانبي أكثر و أكثر ، على سبيل المثال طول العمر تبقين!
أتتعمدين إثارتي ثم الرحيل و أبقى أنا عالقًا في تفاصيلك البعيدة !
أتحركين فيّ مشاعري ثم تديرين ظهرك لها و تذهبين دون حتى كلمة وداعٍ واحدة ؟
لما تزرعين فيّ أملًا و تقطعين سُقياه قبل أن يكبر ؟
هنا امتدت قامتك أمامي
هنا أثرتني
هنا مال رأسك على صدري
و هنا أيضًا قبلتُك و احتضنتي رأسي
و هنا لم تكتمل اللوحة بعد
رحلتي من هنا دون أن اودعك
حرير ثوبك مازال يُداعب أصابعي
لازلت أتذوق حلو شفاهك في فمي
كما أنني أشعر بملمس أصابعك خلف رأسي و أذناي
إنني لا أزال ذائبًا فيكِ حتى الثمالة
أشعر بالخدر منذ أن التقيتك حتى الآن
كل شيء فيّ يدعوك و يبتغيك

يقف بهدوء و ثقل يفتح أزرار ثوبه و يتجهه نحو خزانته ما إن فتحها سقط إليه كيس غريب
يرفعه و ينظر ما بداخله ، يُخرجه و يتحسسه جيدًا
يقربها لوجهه و يستنشق رائحتها : وش أبي بقطعة القماش و صاحبتها بعيده ؟
يعود و يتمدد و هو يحتضن ثيابها
ثم يقفز كما الممسوس و يأخذ الكيس و ينزل

كُنت اتمنى أن أتوسدك في شتاءٍ ما
و تحتضن برد كفّاي في دفء كفيك
تمنيت أنا نقضي ليلًا بجوار بعضنا البعض  يتوسد رأسي كتفك و تتوسد يداك حضني
لكنّ أقدار الزمان شاءت ألا يحدث و شاءت أيضًا أن تجمعنا بطريقةٍ سيئة
بطريقةٍ أكبت فيها مشاعري اتجاهك و أقاتل دائمًا في سبيل ألا نجتمع
ربما جعلتني أكثر عدوانيةٍ و حقد مما سبق
أصبحت أعاند فيك قلبي دائمًا
رغم أن رغبتي نحوك كانت كبيرةٌ جدًا لكنني الآن أخشى أن نجتمع
يعزّ عليّ أنك كسرتني
تعزّ عليّ نفسي كثيرًا يا مهاب

تقف بسرعةٍ بعد أن سمعت ضوضاء في الخارج
تتبع الصوت فإذا به من غرفة والدتها : وش فيها امي !!
يسندها تميم و سلطان و يخرجان بها يقول سلطان : تركي اتصل على نجلاء تلحقنا

ما إن خرجوا التفت عليها تركي و هي تقف في صدمة من المنظر
يشد ذراعها بقوة : وش قايله لها انتي!!!
تنظر لوجهه تركي المحتقن تفتك يدها منه و تتراجع للخلف : ما قلت لها شيء
يصرخ في وجهها : الا قايلة لها لا تنكرين لو يصير لها شيء لاقلب حياتك اذلفي عن وجهي
تعود للداخل برهبةٍ من الموقف ، ترجف أطرافها بقوة
تحتضن وسادتها و تتمدد بجوار صغيرها النائم
يطرق الباب فجأة تلتفت إليه : ادخل!
يفتح تركي الباب : زوجك بالمجلس!

تعتدل في الجلوس و تنظر في وجهه تركي بصدمة ثم تهمس : وش جايبه !!
يتقدم تركي للسرير و هو يحمل سند : يبغا ولده
تحاول سحب سند منه : نايم ما تشوفه ؟ بعدين جاي ذا الوقت ليه ؟؟
يبتعد عنها تركي : جهزي أغراضه بس بياخذه معاه

تلحق بتركي و هي متناسيةً تمامًا كل شيء حولها
كل ما تفكر به سند الذي سيبتعد عنها : تركي سند مهو رايح و لا مكان
يلتفت إليها تركي : بيروح عند ابوه وش المانع ؟
تُكتف يداها و تقاوم الدمع و هو يحتضن رمشاها : ما ابغاه يروح ابغاه عندي

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن