34

1.1K 26 8
                                    

يقولون " تجري الرياح بما لا تشتهي السفن "

خلف هذه العبارة الكثير من المأساة ربما
و الكثير من الاعتراض الذي لا جدوى منه
لكننا في نهاية الأمر نرضخ و نعتاد على تحوّل الامر الى مالا يرضينا
يجلس كبار العائلة في مجلس حمد ، ابتداءًا من الجد و ابنائه و بعض أحفاده الكبار
و قلّة من الضيوف المهمين ، يحمل سيّاف القهوة و يدور بها عليهم
يصب فنجان جده يسأله جده : انت متى جيت الرياض ؟
يجبه سيّاف : الفجر وصلت
الجد : و اخوك ؟
سيّاف : طلع مكة ب اهله
يتنهد الجد براحة و يتمتم : اييه زين عسى الله يهوّن امره و يفتح عليه و يهديه

يلتفت الجد لضيفه الذي قال : مالنا بالطويلة يابو حمد جيناك و حنّا طامعين بقربكم و بالاخص من ولدك حمد
يبتسم الجد ابتسامةً خفيفة تكاد لا تظهر
ربما يستبشر بها الضيوف
لكن فرحهم بالقبول الذي ظهر بالابتسامة لا يطول عندما قال الجد : المعذرة منك و من جاهتك و الوجيه الطيبة و لا ودي اني ارد طلبكم و نسبكم يشرّف لكن حنا ع العهد القديم البنت لولد عمها ثم اشار ب اصبعه جهة همام الذي بهت لوهلة : و همام خاطبها مني قبل فترة ...

همام الذي داهمه صداعٌ حاد و ألم غريب مالذي يرمي إليه جدي ؟
لما اختارني أنا !
يغرق همام في دهاليز الحكايات التي رسمها في مخيلته بعيدًا عن حديثهم  و يفيق عندما وضع والده يده على فخذه بعد خروج الضيوف و المجلس شبه خالٍ سوى منه و من والده و جده و اعمامه و همس قريبًا منه : ما اظن انك تفشلني مع جدك ! و لا اظنك ردي ترد بنت عمك ؟
يبتسم غصبًا ثم يهمس : ابشر بسعدك يابو عبدالله ما عاش من يفشلك و لا من يرد كلمة كبيره ازهلني

ثم يقف خالد مستأذنًا : يالله يا جماعة استأذنكم ودي امشي
يقف حمد معه : بدري اجلس شوي
يلتفت الجد و ه و يتمعّن وجهه همام ثم يقول : ما سمعنا حسّك يا ولد خالد عسى ما شر ؟
يلتفت إليه همّام مبتسمًا : ان شاءالله كل خير يا جدي
يقول حمد و هو ينقّل ناظريه بين والده و همام : و انت يا ابوي الله يهديك مالها داعي الخطبة هذي ثم يقول موجهًا كلامه لهمام : كانك ما ...
يقاطعه همام : اعوذ بالله يا عمي وش هالكلام ؟ و لو جدي ما تكلم انا كنت بعترض بنت عمي ما تطلع للغريب
يربت والده على ذراعه و يقول جده : هذا العشم فيك والله انك رجّال من ظهر رجال
همام : تربيتك طال عمرك

في السيّارة
يلتفت خالد لولده : قبلتها بطيب خاطر والا عشان تسكتهم ؟
يلتفت إليه : ما اظن انك تجهلني
يمسك خالد يد ابنه : والله اني ما ابي لك الا اللي تتمناها لكن لعلها خيره
يرفع يده التي تعتليها يد والده و يقبل يده : حصل خير لا تشيل همي
يقول خالد : ما ابي اوصيك ببنت عمك ، حسبتها من حسبة ياسمينا و لو يوم شكت منك مهو ف صالحك !
يبتسم همام بوجع : ابشر يابوي على خشمي

نبتعد قليلًا من هنا
تقول ريّا : بطني ثقيل احسه
يلتفت إليه ياسر : تعالي اجلسي و انتي تحوسين من وقت صحيتي
ريّا : مشكلتي عند بزر ما يعرف يرتب اغراضه و لا يرتب الاشياء وراه و لا ينظف مكانه بعد ما يسوي الشيء
يضع ياسر هاتفه جانبًا : قلت لك اجيب لك خدامة اللي بالساعات رفضتي وش اسوي ؟
تشعر ريّا بضيقٍ من لا شيء ترد عليه و هي توشك على البكاء : لا تسوي شيء وسخ و لا تنظف وراك بس وش بتسوي يعني ؟
يقف ياسر متجهًا إليها : خلاص هاتي انا بنظف الباقي اجلسي
تلتفت عنه : ابعد بس اجلس العب سوني و الا ع الجوال يوم خلصت قمت تساعدني

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن