Part 5

13 2 50
                                    

"تركت كل البراعم على الاغصان و ذهبت الى نبتة الصبار لأسقيها ، ظننتها تحتاج من يحنو عليها ، و بعد كل تلك السنوات .. أحتاج من ينزع اشواكها عن قلبي "

كانت سي-لا في طريقها الى الجامعة بعد النزاع الزوجي الصباحي المعتاد ، كانت تلعن زوجها بداخلها حتى قاطعها صوت الفتاتان الجالستان خلفها في الحافلة و لفت انتباهها موضوع الحديث

"بالأمس كانت المرة الاولى لأرى ذلك الفتى السئ في رواية الجميع من مدرستنا ، كم هو وسيم!"

"الآن فقط استطيع ان افهم كم جذاب أن تكون فتى سئ ، فقط بعض السلوكيات به ان تغيرت سيكون مثالي "

" اذًا حاولي أن تصلحيه "

كانت سي-لا تضحك بداخلها لِكَمْ هؤلاء الفتيات ساذجات ، هي فقط تريد أن تأخذهم في رحلةٍ الى حياتها الزوجية الجحيمية مع ذلك الفتى السئ ، كانت تريد اصلاحه و الآن تستغيث بمن يصلح قلبها المحطم و عالمها المحترق

دخلت الى الجامعة متجولةً داخلها كعادتها قبل المحاضرة و رأت أمامها المنظر المثالي لمحاضرة اليوم

كان مجموعة من الفتيان يتنمرون على الفتى هادئ المظهر ضعيف البنية ، أحدهم يقف بعيدًا يشاهد ما يحدث بلا تدخل هو ينظر الى تلك الفتاة بأعينٍ لامعةٍ بينما تلك الفتاة عيناها تلمع أيضا و لكن لذلك الفتى السئ !! يبدو كأنه قائد تلك المجموعة
هي تعرفهم جميعا ، جميعهم تلاميذها و لكن ..
اللعنة على قواعد تلك الجامعة و التى تمنع الاساتذة من التدخل في شئون التلاميذ حتى و ان قتلوا بعضهم ..

انتهى ذلك النزاع أحادي الطرف و ذهب الجميع و لازالت سي-لا تقف مكانها تتساءل لمَ الزمان يدور ؟

" صباح الخير ، كم هذا الصباح تعيس و بشدة ، ألا تشعرون بذلك ؟"
حيَّت سي-لا طلابها بصوت حزين و هي تتنهد بين الكلمة و الأخرى

" هل اصابكِ مكروهٌ استاذة سي-لا ، لا تبدين على ما يرام اليوم ، بالرغم من أنك لا تزالين جميلة"
فتى لعوب ايضًا ؟ ..هذا ما فكرت فيه سي-لا بعد جملة هذا الفتى المتنمر الذي رأته منذ قليل ، هي تعلم أنها ليست بالجمال الذي يجعل أحدهم يغازلها هكذا امام الجميع الا اذا كان فتى لعوب

" لن أتحدث كامرأة عجوز و اطلب منك أن تلتزم الحد بيني و بينك في السن و العلاقة بيننا كأستاذة و تلميذ لأنه أمرٌ يجب على والديك أن يعلموك اياه ، لكن هل حقًا هذا ما تراه ؟ يكفيك نفاقًا فهذا لن يغير نظرتي لك "
بالرغم من الابتسامة على وجهها و نبرة صوتها الهادئة الا أن ردها كان حادًا

Identityless | فاقد للهويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن