"تركت كل البراعم على الاغصان و ذهبت الى نبتة الصبار لأسقيها ، ظننتها تحتاج من يحنو عليها ، و بعد كل تلك السنوات .. أحتاج من ينزع اشواكها عن قلبي "
كانت سي-لا في طريقها الى الجامعة بعد النزاع الزوجي الصباحي المعتاد ، كانت تلعن زوجها بداخلها حتى قاطعها صوت الفتاتان الجالستان خلفها في الحافلة و لفت انتباهها موضوع الحديث
"بالأمس كانت المرة الاولى لأرى ذلك الفتى السئ في رواية الجميع من مدرستنا ، كم هو وسيم!"
"الآن فقط استطيع ان افهم كم جذاب أن تكون فتى سئ ، فقط بعض السلوكيات به ان تغيرت سيكون مثالي "
" اذًا حاولي أن تصلحيه "
كانت سي-لا تضحك بداخلها لِكَمْ هؤلاء الفتيات ساذجات ، هي فقط تريد أن تأخذهم في رحلةٍ الى حياتها الزوجية الجحيمية مع ذلك الفتى السئ ، كانت تريد اصلاحه و الآن تستغيث بمن يصلح قلبها المحطم و عالمها المحترق
دخلت الى الجامعة متجولةً داخلها كعادتها قبل المحاضرة و رأت أمامها المنظر المثالي لمحاضرة اليومكان مجموعة من الفتيان يتنمرون على الفتى هادئ المظهر ضعيف البنية ، أحدهم يقف بعيدًا يشاهد ما يحدث بلا تدخل هو ينظر الى تلك الفتاة بأعينٍ لامعةٍ بينما تلك الفتاة عيناها تلمع أيضا و لكن لذلك الفتى السئ !! يبدو كأنه قائد تلك المجموعة
هي تعرفهم جميعا ، جميعهم تلاميذها و لكن ..
اللعنة على قواعد تلك الجامعة و التى تمنع الاساتذة من التدخل في شئون التلاميذ حتى و ان قتلوا بعضهم ..انتهى ذلك النزاع أحادي الطرف و ذهب الجميع و لازالت سي-لا تقف مكانها تتساءل لمَ الزمان يدور ؟
" صباح الخير ، كم هذا الصباح تعيس و بشدة ، ألا تشعرون بذلك ؟"
حيَّت سي-لا طلابها بصوت حزين و هي تتنهد بين الكلمة و الأخرى" هل اصابكِ مكروهٌ استاذة سي-لا ، لا تبدين على ما يرام اليوم ، بالرغم من أنك لا تزالين جميلة"
فتى لعوب ايضًا ؟ ..هذا ما فكرت فيه سي-لا بعد جملة هذا الفتى المتنمر الذي رأته منذ قليل ، هي تعلم أنها ليست بالجمال الذي يجعل أحدهم يغازلها هكذا امام الجميع الا اذا كان فتى لعوب" لن أتحدث كامرأة عجوز و اطلب منك أن تلتزم الحد بيني و بينك في السن و العلاقة بيننا كأستاذة و تلميذ لأنه أمرٌ يجب على والديك أن يعلموك اياه ، لكن هل حقًا هذا ما تراه ؟ يكفيك نفاقًا فهذا لن يغير نظرتي لك "
بالرغم من الابتسامة على وجهها و نبرة صوتها الهادئة الا أن ردها كان حادًا
أنت تقرأ
Identityless | فاقد للهوية
Fantasyماذا إذا مُحيَت هويتك مع تقدم عمرك؟! إذا ضللت الطريق؟! إذا نسيت من تكون؟! أو ربما نسي الجميع من أنت؟! ماذا إذا كانت نفس الوجوه لكن ليست الوجوه التي عرفت؟! أو ربما أنت لست أنت؟!....يبدو السؤال فوضوى و هكذا هو الوضع بداخلك ..فوضى عارمه ..خراب و دمار...