"كابوسٌ مرعبٌ إستيقظت منه ركضًا الى ذراعيك احتمي بهما ، و لكن .. لمَ زدتُ ذعرًا الآن ؟"
"سي-لا .. انتظري ، التى أين ؟"
كان الطبيب لي يركض خلف سي-لا التي خرجت من مكتبه كالمجنونة تتوعد بمذبحةٍ يذكرها التاريخ في منزل عائلة زوجها"اتركني .. لن يهدأ لي بال ، إما أن يخبرني بسبب منطقي ليفعل بي ذلك أو أن يكون هذا يومه الأخير بالعالم"
حاولت سحب ذراعها من يد الطبيب الذي يمسكها بإحكام ليمنعها من الذهاب"و هل هذا يكفيكِ؟ لن ترتاحي بعد موته ،لازلت تحبينه مع الأسف ؛عادت اليك الأعراض القديمة و عدتِ لتحبيه بينما تدركين أنه يؤذيكِ ، لن أتركك تلك المرة تسعين خلف قلبك ، و لن أسمح برؤيتك تركعين توسلًا له مجددًا ،أي لقاءٍ الآن سيعيدك ألف خطوة للوراء ..سي-لا !أنت في انتظار أي شيئٍ يضعفك لتنهاري ..لذا دعينا نتعامل مع الأمر بهدوء "
حاول أن يوضح لها الأمر بكلماتٍ بسيطة ، فهو لا يرى أمامه الآن سوى الفتاة ذات الثمانية عشر عامًا التي عادت من جديد بأسوء ما احتفظت به تلك السنوات ال10 الماضية" و هل أتركه يهنأ بحياته ؟ أنا لن أقتله اليوم أو غدًا ، لكن أعدك سيدي الطبيب أنني سأقتله ببطئٍ ما حييت و في النهاية سأنحر رقبته شفقةً مني بحاله "
قالت تلك الكلمات و رحلت بينما الطبيب يعلم جيدًا أنها لا تقول كلامًا لا تعنيه ، هو يعلم أن النهاية حتمًا ليست سعيدة .اتجهت سي-لا الى شركة زوجها ، تحديدًا الى مكتبه مقتحمةً المكتب دون أن تعطي فرصة لموظفة الاستقبال بالحديث أو حتى أن تطرق الباب
" اهلا سي-لا " تحدث بوجهٍ يكسوه التعجب مشيرًا للموظفة بالعودة الى مكتبها
" هل كنت تأمل أن أنتحر ؟ لمَ لم تتركني اذًا ارحل في ذلك الوقت ؟ لمَ مددت لي يدك ؟ " بملامح جامده و نظراتٍ تائهه و دون مقدمات سألته
"أتهذين ؟ "لم يدرك بعد عمّا تتحدث"انها المرة الاولى منذ عشر سنوات التى ادرك بها ما اقول ، انتظر و سأفسر كل شئ في حينه " رحلت سي-لا الى منزلها بينما هو لا زال غير مدرك ما تعنيه
جلست أرضًا بمجرد دخولها للمنزل ممسكةً برأسها بين يديها حتى تذكرت شئ ربما يساعدها في ايجاد الاجابة عن السؤال الوحيد الذي يتردد بداخلها ."مرحبًا ،كريس " قالت بمجرد أن رد عليها
"مرحبًا سي-لا ، هل انتِ بخير ؟" سألها بقلق بعد أن سمع صوتها
"لا تقلق ، اريد منك معروفًا ، أريد أرقام زملائنا منذ الدراسة " حددت له بعض الاشخاص و الذي ارسل لها ارقامهم و من ثم اتصلت بأحدهم لتطلب منه اللقاء في اليوم التالي للضرورة
.
في الصباح التالي اتجهت الى الصف مباشرةً لتبدأ المحاضرة سريعًا دون مقدمات و كأن قطارًا يركض خلفها ..
________________________________
أنت تقرأ
Identityless | فاقد للهوية
Fantasíaماذا إذا مُحيَت هويتك مع تقدم عمرك؟! إذا ضللت الطريق؟! إذا نسيت من تكون؟! أو ربما نسي الجميع من أنت؟! ماذا إذا كانت نفس الوجوه لكن ليست الوجوه التي عرفت؟! أو ربما أنت لست أنت؟!....يبدو السؤال فوضوى و هكذا هو الوضع بداخلك ..فوضى عارمه ..خراب و دمار...