"كنت مطمئنةً طوال الطريق لأني ظننت أحدًا يسير خلفي ؛يحميني ، و عند الوصول لوجهتي التفت لأشكره فلم أجده سوا ظلي "
عادت سي-لا الى المنزل في ذلك اليوم بعد انتهاء عملها لتجد زوجها قد عاد للمنزل ، و كما نعلم ما يحدث عندما يأتيك ما تريد بعد أن اصبحت لا تريده ...حسنًا هذا لم يحدث مع سي-لا ،لأنها قفزت لتعانقه بمجرد رؤيته بينما تبكي و تنطق بكلماتٍ غير مفسرةٍ تمامًا
أمّا هو ! كل ما فعل أنه وقف بثباتٍ دون أن يرِف له جفن ، لم يرد لها العناق ، لم يبتسم ، لم ينطق بكلمة ، و لم يحاول حتى أن يمسكها حين أوشكت على السقوط ارضًا اثناء تعلقها بعنقه ، كان يقف كمن صنع من حجر واضعًا يديه بجيوبه بملامح لا تحمل أية تعابير .
"أعتذر لك ، أنا حقًا لم اقصد أن تشعر بالسوء ، و رغم أنني و حتى الآن لا اعلم سبب مغادرتك ، لكن اقسم أنه غير مقصود "
كان هذا الشئ الوحيد المفهوم من بين كلمات سي-لا الممزوجة بالدموع و الذي نطقته بمجرد ابتعادها عنه ، كانت تنظر لعينيه بينما تتمنى بداخلها أن ينطق بأي كلمةٍ لطيفةٍ ،ان يطمئنها أو حتى ينظر لها ، في المقابل كان ينظر بعيدًا عنها لم يبدِ اي تعبير و لم ينطق غير "إن كنت لا تعرفين ما السبب فلتكري أكثر ، هذا من كثرة أخطائك ، اصبحتِ لا تُمَيّزي بينهم " بتعجرفٍ و غضب متجهًا الى غرفته .وقفت في مكانها دون حراك ، لا تعرف بما تشعر ، السعادة لعودته ؟ الخيبة لرد فعله ؟ الحزن لكبريائها الذي ضرب به عرض الحائط ؟ ام اللاشئ ؟ فهي تشعر بالفراغ في قلبها بينما الثقل داخل رأسها ..
اتجهت لخارج المنزل مجددًا ، تمشى بلا حساب ، بلا وجهة و بلا عقل ...رن هاتفها برقم أحد اشتاقت لرؤية اسمه على شاشة هاتفها
" اخي ، اشتقت لك "
نطقت بمجرد أن ردت عليه بصوتٍ باكٍ"هذا واضح ، لدرجة انك لم تتصلي بي مرةٍ واحدةٍ منذ تزوجتِ"
أنبها اخوها بصوتٍ ساخر"على كُلٍ ، شعرت أنكِ لست على ما يرام فاتصلت لأطمئن عليك"
قال مجددًا بصوت تكسوه الجدية ممزوجًا بالقلق" أنا بخير ، انا بأفضل حال لا تقلق "
ردت عليه محاولةً ضبط نفسها ، لكن بدا صوتها باكيًا بالنسبة له"مجددًا تختارين وجوده على هدوء نفسك ، كان لا داعي لاتصل بك ، لوهلةٍ ظننتك عدت لرشدك بعد كل ذلك الوقت، لكن يبدو أنكِ فقدتِ عقلك اكثر "
رد عليها بينما ارتفع صوتها اثناء الحديث ، كان غاضبًا بشدة ، بداخله يتمنى لو يقتل زوجها بأبشع الطرق دون رحمة .كحال ابيها ، كان اخوها رافض لتلك الزيجة تماما ، كَرِه ذلك الرجل ، كَرِه حب أخته له ، و ما كرهه اكثر هو كَوْنه أحد مسببات ذلك الحب ، ظن في وقتٍ ما أنه ربما اخطأ و اساء الظن فيه ، ربما كان رجل جيد ، لكن ابتعدت اخته عن العائلة تدريجيًا لأجله ، حتى أنها لم تعلم بوفاة والدها سوى بعد مرور شهرين ، يتذكر أنه اتصل ليبلغها و ان زوجها اجابه و علم بالامر ، أهو لم يُعلِمها أم انها تجاهلت الامر فحسب ؟
أنت تقرأ
Identityless | فاقد للهوية
Fantasyماذا إذا مُحيَت هويتك مع تقدم عمرك؟! إذا ضللت الطريق؟! إذا نسيت من تكون؟! أو ربما نسي الجميع من أنت؟! ماذا إذا كانت نفس الوجوه لكن ليست الوجوه التي عرفت؟! أو ربما أنت لست أنت؟!....يبدو السؤال فوضوى و هكذا هو الوضع بداخلك ..فوضى عارمه ..خراب و دمار...