Part 8

10 2 50
                                    

"كنت مطمئنةً طوال الطريق لأني ظننت أحدًا يسير خلفي ؛يحميني ، و عند الوصول لوجهتي التفت لأشكره فلم أجده سوا ظلي "



عادت سي-لا الى المنزل في ذلك اليوم بعد انتهاء عملها لتجد زوجها قد عاد للمنزل ، و كما نعلم ما يحدث عندما يأتيك ما تريد بعد أن اصبحت لا تريده ...حسنًا هذا لم يحدث مع سي-لا ،لأنها قفزت لتعانقه بمجرد رؤيته بينما تبكي و تنطق بكلماتٍ غير مفسرةٍ تمامًا

أمّا هو ! كل ما فعل أنه وقف بثباتٍ دون أن يرِف له جفن ، لم يرد لها العناق ، لم يبتسم ، لم ينطق بكلمة ، و لم يحاول حتى أن يمسكها حين أوشكت على السقوط ارضًا اثناء تعلقها بعنقه ، كان يقف كمن صنع من حجر واضعًا يديه بجيوبه بملامح لا تحمل أية تعابير .

"أعتذر لك ، أنا حقًا لم اقصد أن تشعر بالسوء ، و رغم أنني و حتى الآن لا اعلم سبب مغادرتك ، لكن اقسم أنه غير مقصود "
كان هذا الشئ الوحيد المفهوم من بين كلمات سي-لا الممزوجة بالدموع و الذي نطقته بمجرد ابتعادها عنه ، كانت تنظر لعينيه بينما تتمنى بداخلها أن ينطق بأي كلمةٍ لطيفةٍ ،ان يطمئنها أو حتى ينظر لها ، في المقابل كان ينظر بعيدًا عنها لم يبدِ اي تعبير و لم ينطق غير "إن كنت لا تعرفين ما السبب فلتكري أكثر ، هذا من كثرة أخطائك ، اصبحتِ لا تُمَيّزي بينهم " بتعجرفٍ و غضب متجهًا الى غرفته .

وقفت في مكانها دون حراك ، لا تعرف بما تشعر ، السعادة لعودته ؟ الخيبة لرد فعله ؟ الحزن لكبريائها الذي ضرب به عرض الحائط ؟ ام اللاشئ ؟ فهي تشعر بالفراغ في قلبها بينما الثقل داخل رأسها ..
اتجهت لخارج المنزل مجددًا ، تمشى بلا حساب ، بلا وجهة و بلا عقل ...

رن هاتفها برقم أحد اشتاقت لرؤية اسمه على شاشة هاتفها
" اخي ، اشتقت لك "
نطقت بمجرد أن ردت عليه بصوتٍ باكٍ

"هذا واضح ، لدرجة انك لم تتصلي بي مرةٍ واحدةٍ منذ تزوجتِ"
أنبها اخوها بصوتٍ ساخر

"على كُلٍ ، شعرت أنكِ لست على ما يرام فاتصلت لأطمئن عليك"
قال مجددًا بصوت تكسوه الجدية ممزوجًا بالقلق

" أنا بخير ، انا بأفضل حال لا تقلق "
ردت عليه محاولةً ضبط نفسها ، لكن بدا صوتها باكيًا بالنسبة له

"مجددًا تختارين وجوده على هدوء نفسك ، كان لا داعي لاتصل بك ، لوهلةٍ ظننتك عدت لرشدك بعد كل ذلك الوقت، لكن يبدو أنكِ فقدتِ عقلك اكثر "
رد عليها بينما ارتفع صوتها اثناء الحديث ، كان غاضبًا بشدة ، بداخله يتمنى لو يقتل زوجها  بأبشع الطرق دون رحمة .

كحال ابيها ، كان اخوها رافض لتلك الزيجة تماما ، كَرِه ذلك الرجل ، كَرِه حب أخته له ، و ما كرهه اكثر هو كَوْنه أحد مسببات ذلك الحب ، ظن في وقتٍ ما أنه ربما اخطأ و اساء الظن فيه ، ربما كان رجل جيد ، لكن ابتعدت اخته عن العائلة تدريجيًا لأجله ، حتى أنها لم تعلم بوفاة والدها سوى بعد مرور شهرين ، يتذكر أنه اتصل ليبلغها و ان زوجها اجابه و علم بالامر ، أهو لم يُعلِمها أم انها تجاهلت الامر فحسب ؟

Identityless | فاقد للهويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن