"منذ ولادتي كنت أرى الجميع لطفاء و اليوم أخبرني طبيبي أنني ولدت كفيفة "
لم تكن تتوقع أن تراه مجددًا ، آخِر لقاءٍ بينهم لم يكن لطيفًا ابدًا ، فَلِمَ بعد عشر سنوات يعود ليراها
وقفت سي-لا عند حافة الدَرَج تنظر للواقف أمام باب منزلها لا تعلم هل تقترب أم تفر هاربة ، يداها ترتجفان ، الدموع تقف على اطراف جفنيها ، جفّ حلقها و نست كيف تكون الحركة ، شلل مفاجئ بالجسد و العقل ، حتى التفت لها ..
" بيكهيون ؟"
هذا كل ما نطقت به
كم تغير شكله ، و الاهم هو كيف تحولت الهالة المحيطة به من الدفئ الى الظلام ؟ كيف أصبح بوجهٍ خبيث و أعين حادة ؟ كيف يمكن أن يكون هذا هو بيكهيون ؟
" مرحبًا سي-لا ، صديقتي العزيزة ،أول زيارة منذ عودتي كانت من نصيبكِ أنتِ ، تعلمين كم أنتِ عزيزةٌ على هذا القلب ، ألن تقتربي ؟ على الاقل لتكرمي ضيفكِ بكوب ماء .."
وجَّه حديثه لها بابتسامة ساخرة ورامقًا اياها بنظرات غير مطَمْئنة تمامًا
تقدمت سي-لا لتفتح الباب سامحةً له بالدخول
"لا زلتِ فوضوية كما كنتِ ، لن تتغيري أبدًا ، تثيرين الفوضى في كل مكان و كل شئ ، أمازِلتِ تعبثين في حياة الآخرين ؟ "
وجه حديثه لها بينما يجمع الاغراض المتناثرة في كل مكان حولهما و الاطباق الموضوعة على الطاولة و العلب الفارغة بجانبها ، و مجددًا سخِر منها مما أكد لها أنه لا ينوي خيرًا
" هل فقدتِ النطق ؟ كان لسانك يعمل جيدًا منذ سنوات ، هل أذَكّركِ بنص الحديث الأخير ؟أستطيع القسم الآن أنه يتردد برأسكِ كل يوم منذ تزوجتِ بهذا الوغد "
نبرته كانت غاضبة تحولت لمعاتبة في نهاية حديثه
" أتريد القهوة ؟"
هذا فقط ما نطقت به مما أثار غضبه ، لكنه أخفاه بداخله محاولًا إظهار وجه بارد
"لا بأس بذلك "
حاولت أن تماطل في تحضير القهوة ؛فهي لم تكن جاهزةً بتاتًا لذلك اللقاء
"من أين علمت بعنواني هنا ؟"
سألته سي-لا بينما تضع الأكواب على الطاولة
" بالرغم من أنه سؤال وقح لضيف كما لو أنك لم تريدين رؤيتي لكن .. اتصلت بجومون لأسأل عنه يعدما لم أجدكِ بمنزل زوجيتكِ السعيد جدًا ، أخبرتني جارتكِ أنكِ على وشك الطلاق ، كم أنا حزين حقًا ، لم يكن متوقع تمامًا "
أنت تقرأ
Identityless | فاقد للهوية
Fantasyماذا إذا مُحيَت هويتك مع تقدم عمرك؟! إذا ضللت الطريق؟! إذا نسيت من تكون؟! أو ربما نسي الجميع من أنت؟! ماذا إذا كانت نفس الوجوه لكن ليست الوجوه التي عرفت؟! أو ربما أنت لست أنت؟!....يبدو السؤال فوضوى و هكذا هو الوضع بداخلك ..فوضى عارمه ..خراب و دمار...