Part 4

18 2 45
                                    

"وسط الليل المعتم البارد ، ظننتك منزلًا دافئًا و لكنك .. كنت ألسنة لهيب من الجحيم ، أخبرني! لمَ لازلت اعانقك بينما يتساقط جلدي و جسدي يذوب ؟"

ألقت نظرةً أخيرة على مظهرها في المرآه حتى تذهب لعملها مجددًا مستعدةً ليومٍ جديد و بينما هي تتجه الى خارج الغرفة أوقفها صوت زوجها النائم

"ارتدي ملابس ثقيلة قبل أن تذهبي "
هو حتى لم يكشف الغطاء عن وجهه لينظر اليها

" الطقس ليس بتلك البرودة و على كل حال ملابس دافئة بما يكفي"
اجابته تحاول ألا تدخل في أي نقاش معه في هذا الصباح

"ارتدي معطفًا قبل النزول "
كانت نبرته آمرة اقرب للتحذير

"ارسلت المعاطف الخاصة بي كلها الى التنظيف الجاف "
ظنته سيكون سببًا مقنعًا لتنهي به النقاش ، و لكن ..

" اذًا خذي اصغر واحد من خزانتي ، سيلائمك "
هيهات ، فهو من يبدأ النقاش و لن ينهيه الا بما يرضى

"لمَ أنت مُصِر ؟"
تساءلَت بغضب و هي تنظر الي ساعة الحائط ، هي حقًا متأخرة

"لأنكِ حين تمرضين أكون مطالبًا برعايتك ، أوشكت أن احصل على شهادة التمريض بسبب كثرة مرضكِ ، سئمت هذا ، لذا ..إما ان ترتدي المعطف أو تخلعي خاتم الزواج و لنفترق "
هذا الرجل حقًا لا يملك قلبًا

" ستطلقني من اجل معطف ؟ أتمزح؟"
سي_لا المسكينة تشعر بالصدمة الآن ، كأنها اول مرة تسمع منه هذا التهديد لشئ تافه

" لأنني حقًا سئمت الركض خلفكِ في كل اتجاه لحمايتك، أنت أحد اهم الاسباب في انني ارفض أن يكون لنا اطفال ، حقًا لن اعيش حياتي كلها اركض هكذا ، اطلب الرحمة فقط ، لذا خذي المعطف و اغربي من هنا لأنام قليلا قبل موعد العمل "
من أين له تلك الاعصاب الباردة بينما كلماته لاذعة؟
أخذت سي-لا المعطف و خرجت بينما تسبه و تلعنه بداخلها و تتخيل أنها تعذبه حتى الموت بأبشع الطرق و لكن ...

" أنا حقًا لا اقوى حتى على جرحه بطرف أظافري ، هو يعلم كم أحبه لذا يهددني بالانفصال كلما اختلفنا ، حقًا كيف لِمَضَخْ الدماء عديم الفائدة أن يحب هذا العقرب الذي لا ينطق الا سُمًّا ؟"
تتحدث الى نفسها في طريقها للعمل و الآن و قد وصلت ، كانت الفرصة الذهبية للعميد أن يوبخها ، و بعد نصف ساعة من التوبيخ الذي لم تسمع منه كلمة ؛ كانت تتخيل نفسها تقتل العميد مع زوجها بنفس السكين ..

حان وقت المحاضرة و هي تقف أمام باب الصف

"هل حقًا يجب أن ادخل ؟ أنا مرهقة ، حزينة و معبأة بالأثقال ، حسنًا سأبكي بعد المحاضرة "
كانت تحاول التخلص من الضغط و التوتر قبل الدخول الى الطلاب ، ليس فقط حياتها الزوجية على المحك بل ايضا حياتها المهنية على حافة الهاوية

Identityless | فاقد للهويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن