"وسط الليل المعتم البارد ، ظننتك منزلًا دافئًا و لكنك .. كنت ألسنة لهيب من الجحيم ، أخبرني! لمَ لازلت اعانقك بينما يتساقط جلدي و جسدي يذوب ؟"
ألقت نظرةً أخيرة على مظهرها في المرآه حتى تذهب لعملها مجددًا مستعدةً ليومٍ جديد و بينما هي تتجه الى خارج الغرفة أوقفها صوت زوجها النائم
"ارتدي ملابس ثقيلة قبل أن تذهبي "
هو حتى لم يكشف الغطاء عن وجهه لينظر اليها" الطقس ليس بتلك البرودة و على كل حال ملابس دافئة بما يكفي"
اجابته تحاول ألا تدخل في أي نقاش معه في هذا الصباح"ارتدي معطفًا قبل النزول "
كانت نبرته آمرة اقرب للتحذير"ارسلت المعاطف الخاصة بي كلها الى التنظيف الجاف "
ظنته سيكون سببًا مقنعًا لتنهي به النقاش ، و لكن .." اذًا خذي اصغر واحد من خزانتي ، سيلائمك "
هيهات ، فهو من يبدأ النقاش و لن ينهيه الا بما يرضى"لمَ أنت مُصِر ؟"
تساءلَت بغضب و هي تنظر الي ساعة الحائط ، هي حقًا متأخرة"لأنكِ حين تمرضين أكون مطالبًا برعايتك ، أوشكت أن احصل على شهادة التمريض بسبب كثرة مرضكِ ، سئمت هذا ، لذا ..إما ان ترتدي المعطف أو تخلعي خاتم الزواج و لنفترق "
هذا الرجل حقًا لا يملك قلبًا" ستطلقني من اجل معطف ؟ أتمزح؟"
سي_لا المسكينة تشعر بالصدمة الآن ، كأنها اول مرة تسمع منه هذا التهديد لشئ تافه" لأنني حقًا سئمت الركض خلفكِ في كل اتجاه لحمايتك، أنت أحد اهم الاسباب في انني ارفض أن يكون لنا اطفال ، حقًا لن اعيش حياتي كلها اركض هكذا ، اطلب الرحمة فقط ، لذا خذي المعطف و اغربي من هنا لأنام قليلا قبل موعد العمل "
من أين له تلك الاعصاب الباردة بينما كلماته لاذعة؟
أخذت سي-لا المعطف و خرجت بينما تسبه و تلعنه بداخلها و تتخيل أنها تعذبه حتى الموت بأبشع الطرق و لكن ..." أنا حقًا لا اقوى حتى على جرحه بطرف أظافري ، هو يعلم كم أحبه لذا يهددني بالانفصال كلما اختلفنا ، حقًا كيف لِمَضَخْ الدماء عديم الفائدة أن يحب هذا العقرب الذي لا ينطق الا سُمًّا ؟"
تتحدث الى نفسها في طريقها للعمل و الآن و قد وصلت ، كانت الفرصة الذهبية للعميد أن يوبخها ، و بعد نصف ساعة من التوبيخ الذي لم تسمع منه كلمة ؛ كانت تتخيل نفسها تقتل العميد مع زوجها بنفس السكين ..حان وقت المحاضرة و هي تقف أمام باب الصف
"هل حقًا يجب أن ادخل ؟ أنا مرهقة ، حزينة و معبأة بالأثقال ، حسنًا سأبكي بعد المحاضرة "
كانت تحاول التخلص من الضغط و التوتر قبل الدخول الى الطلاب ، ليس فقط حياتها الزوجية على المحك بل ايضا حياتها المهنية على حافة الهاوية
أنت تقرأ
Identityless | فاقد للهوية
Fantasiaماذا إذا مُحيَت هويتك مع تقدم عمرك؟! إذا ضللت الطريق؟! إذا نسيت من تكون؟! أو ربما نسي الجميع من أنت؟! ماذا إذا كانت نفس الوجوه لكن ليست الوجوه التي عرفت؟! أو ربما أنت لست أنت؟!....يبدو السؤال فوضوى و هكذا هو الوضع بداخلك ..فوضى عارمه ..خراب و دمار...