إنه اليوم الدراسي الأول بالجامعة ، و بالطبع للطلاب الجدد هو الجحيم ؛ فالاعصاب مشدوده و الجميع لا يعلم من أين يبدأ و إلي أين يذهب ، اما بالنسبة للاساتذة فكلٌّ يفكر في كيفية جذب الطلاب الى المادة التعليمية و تحقيق اكبر مكسب ممكن ، و هو التحدي الأكبر للمعلمين الجدد بالجامعة ؛ من بينهم تلك الفتاة ذات الثلاثون عاماً (سي_لاا) المعلمة حديثة التعيين في قسم علم النفس ...
منذ اكثر من شهر و هي تفكر في وسيلة لتُمَكِّن الطلاب من استيعاب المعلومة بشكلٍ افضل و اسهل و من جانب آخر يحبون علم النفس و يحرصون على حضور فصولهم بشكل مستمر دون التغيب عنها يوم ،حيث أنه إن فقدت منهم حلقةً قد يضيع ما مضى و ما تبقى،
و بما انها تعتبر اصغر معلمة في تلك الجامعه تلقت الإستهانة بها و بقدرتها على التدريس من المعلمين الاكبر سنًا و الاساتذة حتى العميد ، ففي النهايه هو تحدي و السلاح الاكثر ضماناً هو ان تُشعِر الخصم بالخوف من الخساره و تفقده ثقته بذاته ، و كان هذا ما حدث حيث اقام الاساتذة رهان فيما بينهم و شاركت به سي_لاا اذا خسرت الرهان تستقيل من الجامعه و اذا فازت به تأخذ نسبة من اجمالى مكسبهم طوال العام ...و كما كان هناك الكثيرون ضدها الا انه كان هناك من هم في صفها و يشجعونها لتصل الى النجاح ، و في تلك اللحظة تذكرت حديث العميد لها حينما قال " لا ينتصر المستجد على ذوى الخبرة الا في المسلسلات التليفزيونية و الروايات يا فتاة ، لذلك انصحك بالهروب " ، المسلسلات ؟ مسلسل ! رواية! هكذا اذاً ....
تستنشق نفسًا عميقاً و تدخل ( سي _لاا ) الى قاعة المحاضرات لتلقي اولى محاضراتها على الطلاب الجدد ؛ طلاب السنه الدراسية الاولى ..
" صباح الخير ، و مرحبا بكم في ارض الشفاء"
حيتهم بوجه مبتسم" ما هي ارض الشفاء تلك ؟"
رد بها احد الطلاب مستغربًا"حينما تبدأ دراسة علم النفس فأنت قد دخلت الى ارض الشفاء ، فكل الأسقام تبدأ من النفس ، حينما تمرض النفس و الجسد فيبدأ الشفاء من النفس ، حتى العالم لا يتعافى الا اذا تعافت نفوس البشر ؛ لذا الا يستحق علم النفس ان يكون ارض الشفاء ؟"
نظرت (سي_لاا) للطلاب امامها لتجدهم قد اعاروها كامل اهتمامهم و قد هدأت القاعة كالصحراء ؛ فاستكملت حديثها
" انا لن اشرح لكم المنهج الدراسي المقرر بالكتب ، لكنّي سأقص عليكم قصة حقيقية حدثت بين طيّات ذلك العالم الواسع و كلها بدأت من شغف احدهم بدراسة علم النفس ، تلك القصة تحتوي على كل ما هو مكتوب بالكتاب الذي هو بين ايديكم ، فقط استمعوا و اعيروني كامل الانتباه ، استوعبوا كل ما اقول و الاهم ... ان تشعروا بكل حرفٍ داخل تلك القصة"
أنت تقرأ
Identityless | فاقد للهوية
Fantasiماذا إذا مُحيَت هويتك مع تقدم عمرك؟! إذا ضللت الطريق؟! إذا نسيت من تكون؟! أو ربما نسي الجميع من أنت؟! ماذا إذا كانت نفس الوجوه لكن ليست الوجوه التي عرفت؟! أو ربما أنت لست أنت؟!....يبدو السؤال فوضوى و هكذا هو الوضع بداخلك ..فوضى عارمه ..خراب و دمار...