3:2

10 2 2
                                    

«عزيزتي هل ديانة أصابعك تُحرم عليها لمس الباب؟»

قالت قارئة الطالع ساخرة ما إن وجدت الفتاة داخل مكتبها فجأة.

«ما الداعي لطرقها طالما تعلمين بقدومي..»

أجابت الفتاة بينما تتقدم نحو مكتب قارئة الطالع.

«ما الخطب؟..»

سألت قارئة الطالع وهي تقلب أوراق الملف الذي تستطلعه.

«مَن مصدره؟»

سألت الفتاة بقلة صبر

«من هذا؟»

أجابت قارئة الطالع بنبرة فيها نوع من الاستفزاز وهي ما تزال لا تعطي أهمية لتواجد الفتاة.

«أهو تعويذة تربطينني بها؟ تريدين استعمالي كفأر تجارب في أعمالك؟»

صرخت الفتاة وهي تضرب كلتا يديها على سطح المكتب.

وهنا فقط رفعت قارئة الطالع نظراتها نحو الفتاة أخيرا ترمقها بهدوء بارد ومخيف ثم قالت ساخرة وهي ترفع حاجبها..

«ألم تقولي أنك مستعدة لتكوني فأر تجارب من وقت سابق!»

ابتلعت الفتاة ريقها وتراجعت خطوة عن المكتب، تعرق جبينها وبدأت أطرافها ترتعش وبكل عفوية تركت أفكارها تتكلم..

«أ..نت من النوع الشرير.»

«شرير؟ ما الذي يؤكد كلامك دارلينغ؟»

قالت قارئة الطالع بهدوء.

«تلك الابتسامة الباردة التي تعلو محياك أغلب الوقت.. نظراتك المظلمة.. معطفك الأبيض، أنت محبة للدماء أليس كذلك؟»

أجابت الفتاة بتردد.

«دماء! .. أجل لما لا، وبعض الحوادث بالسيارات أيضا.»

أجابت قارئة الطالع بينما تقف من كرسيها، شاهدتها الفتاة برعب ما إن لمحتها تمد يدها نحو درج مكتبها، انقبض قلبها خوفا من أن يحدث لها مكروه على يديها.. معطف أبيض.. دماء.. شريرة ..ابتسامة باردة، المؤشرات تقود إلى أنها ستخرج سكينا وفي أفضل الأحوال سوءا مسدسا.

أغمضت الفتاة عينيها لأن جسدها لم يشأ التحرك ولو بإنش للهروب من المكان وصرخت طلبا للنجدة دون أن تطلبها حرفيا.. لكنه تلقاها من كل الجوانب! معنى، حسا ونبضا!

انفتحت النافذة خلف قارئة الطالع وعصفت من خلالها رياح قوية باردة جعلت الغرفة تغرق في فوضى، حتى أن قارئة الطالع قد تصنمت مكانها متفاجئة.

شعرت الفتاة بيد تحيط معصمها وتسحبها لخارج المكان وما كان عليها سوى الركض مع التيار.

ذاك الظل هو صاحب كل هذا.

ذاك الظل يكون سيد تلك اليد.

ذاك الظل.. ينتمي لها.

ذاك الظل.. ليس خيالها شكلا.. لكنه خيالها مضمونا.

بالتالي رسمت ابتسامة على محياها.. باللون الشكسبيري، تشبعا.

****

سيريسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن