1:4

11 2 0
                                    



لا يوجد أسوأ من رغبتك في الحصول على شيء ما وتحقيقك كل الشروط لأجل ذلك ولكن لن تحصل عليه في آخر المطاف، بل كل ما تتلقاه هو.. 'نعتذر على خسارتك نتمنى لك حظا موفقا المرة القادمة'.

تنهدت باستسلام بعدما بقيت واقفة قبالة آلة توزيع المشروبات ما يقارب نصف ساعة تنتظر أن تقدم لها هذه الأخيرة طلبها. هل الأمر صعب لهذه الدرجة أن يتحرك النابض ربع دورة ليدفع بعلبة عصير الفراولة خارج الصف ويسقطه في الصندوق السفلي للآلة حيث يمكنها الحصول عليه؟ لقد دفعت الثمن مقابل ذلك فلماذا هذه الماكينة الحقيرة تأخذ دون مقابل؟ ماذا يلزمها أكثر.. التوسل!

«هيا رجاءً أريد عصيري قبل غروب الشمس.»

قالت متعبة وهي تطرق على زجاج الماكينة وكأن هنالك أحدًا ما بالداخل نسي ما يفعله بعد أخذه ثمن الطلبية، مع ذلك لم يتحرك شيء بالتالي استدارت على عقبيها تاركة حقها في الحصول على السعادة التي طالبت بها رغم دفعها ثمنها.. القرش الأخير الذي امتلكته دفعته في سبيل ذلك لكن الحياة أخذته دون مقابل دون شفقة.

حسنا.. لكن ليس بتواجده بالجوار.

كانت ثمانية خطوات وأربعة أنفاس لما سمعت صوت سقوط شيء بالخلف داخل الماكينة فاستدارت متلهفة للعودة إلا أنها تعثرت بسبب رباط حذائها، شكرا لردة فعلها السريعة في الاستناد بكفيها على الأرض قبل أن يحصل وجهها على قبلة حارة -لن تزول إلا بعد أيام من التألم- من السطح الخشن للأرض.

نهضت وهي تعيد رباط الحذاء للداخل في غضب وأكملت مسارها نحو الماكينة، فتحت الصندوق فإذا بعلبة عصير الفراولة بالداخل، أمسكتها تخرجها من مكانها بسرعة قبل أن يتم سحبها منها بطريقة ما.. من يدري؟! كل شيء ممكن لما تكون سعادتك بطلة المشهد، فالحياة تحب تلوينها بألوان شكسبيرية.. دون نسيان رش بعض القطرات من ألوان اللوحة عليك.. تشبعا.

****

سيريسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن