قادتها أفكارها عشوائيتها في السير لنهاية الطريق، لضفة شاطئ ما، مياهه صافية، مكان يصلح لتصفية الأذهان، وهذا أكثر شيء تحتاجه، حتى التوقيت مناسب للغاية، موعد الغروب..
جلست القرفصاء على الضفة، تحتسي ما تبقى من عصيرها وتراقب تغير ألوان سطح الماءأمع اقتراب الشمس أكثر للمغيب، تفكر في كل الفوضى التي عاشتها مؤخرا، والتي عجزت عن إيجاد تفسير منطقي لها، تلك الفوضى تخرق كل قوانين الفيزياء التي عرفتها يوما.
لذا تيار في عقلها افترض وجود قانون لم تكتشفه الفيزياء بعد.. وهي من ستكتشفه!
أبهجت الفكرة ملامح وجهها لكنها تخربشت في تفاجئ دفاعي ما إن سمعت صوت ارتطام مع الماء. لقد كان هو، ذاك الظل الذي يتبعها في كل مكان.. كيف لا يفعل حتى الفيزياء تبرئ جريمته لأن ما بيده حيلة.. هذه طبيعته، اتباع صاحبه.
لقد كان يرمي بأحجار صغيرة يحاول أن يجعلها تلمس السطح عدة مرات قبل ان تغرق نحو القاع، لكن في كل مرة يرمي صخرة ما كانت تغرق في اللحظة التي تلمس فيها الماء!
رغم ذلك لم يعدل عن أفعاله وبقي يحاول، إلى أن طفح كيلها!
«هذا يكفي ستفشل أيا كان ما ستفعله»
التفت نحوها متصنما كأنه مستغرب مما تقوله لذا شعرت بأنه يسألها عن قصدها
«أفعل هذا عندما أعجز عن تقرير شيء ما، إن غرقت الصخرة دون قفز فالأمر سيفشل ولا يستحق المحاولة»
ما إن أنهت كلامها التفت مغادرا بغضب، لكن أين المفر وصاحبته هنا، لذا اكتفى بالجلوس فقط خلفها بانزعاج.
حل الصمت ولم يتبق في المكان سوى صوت الأمواج المتلاطمة، لكنها قررت كسره فجأة لإشباع فضولها:
«من تكون؟!»
سألته بعدوانية وهي تعقد يديها متخذة وضعية دفاعية، لكنه اكتفى بهز كتفيه للأعلى ملمحا لكونه يجهل الإجابة، ضيقت عينيها بانزعاج ثم سألته مجددا
«تلك المشعوذة أرسلتك؟»
هز الظل رأسه نافيا وأشار بيده نحوها
«أنا؟ غريب..»
هز كتفيه مجددا ثم نهض ليواصل رمي الأحجار في المياه فقاطعته مجددا بكلامها المنفعل:
«ألم تفكر في أن تلك الصخرة لها عائلة لا تريد فراقها هنا؟ أم لأنها صخرة فهي لا تملك مشاعر ولا يحق لها أن تختار ما تريده؟!»
رمت بعلبة العصير كما كان يفعل بالأحجار وهمت بالمغادرة غاضبة غير أنها تعثرت والسبب طبعا رباط حذائها..
لاحظ ظلها الأمر لذا جلس القرفصاء أمامها ومد يديها نحو أربطة الحذاء وأخذ يعلمها الخطوات لربطه، ربط معها فردة وترك لها الثانية لتجرب، لم تكن بنفس جمال العقدة الأولى لكنها تفي بالغرض..
***
أنت تقرأ
سيريس
Roman d'amourالعاطفة بحر لا قاع لها لا سماء لها لا حدود لها العاطفة كون ما لا نهاية فضاء نطفو فيه نغرق بداخله للابد العاطفة كون يتعدى خمسة أبعاد كون لديه ما لانهاية من الأبعاد لكننا حاولنا.. -لأسباب نريد دهسها بالمهراز- أن نلخصها في بضع فقرات داخل قصة تحمل رؤ...