اقتباس 🪷

30.2K 413 36
                                    

كانت تتحرك بخفه وهي تحمل المشروبات الباردة وتوزعها بأحترافيه على حضور هذا الحفل التي جاءت تعمل به گـ نادلة، تبتسم بسخرية وهي تتابع ما يفعله اصحاب الطبقة المخمليه التي كانت تنتمي اليها منذ فترة بعيدة.

اقتربت منها صديقتها "مودة" والتي تسكن معها في نفس الحي، ابتسمت مودة وتحدثت بأنبهار:
- كارمن انتي شايفه اللي انا شيفاه ده! هو في ناس عايشين كده فعلاً ولا احنا اللي مش عايشين!

ابتسمت ساخرة والقت نظرة سريعه حولها واجابة:
- متخليش المظاهر دي تخدعك يا مودة..

تبدلت نظراتها الي الغضب واضافة:
- الناس اللي زي دول معندهمش قلب زينا.

نظرت اليها مودة بدهشة وتحدثت بفضول:
- انا نفسي اعرف انتي بتفكري ازاي!!

تنهدت كارمن بحزن، لا يعلم احد بما تحمله بقلبها من ظلم وقهر من اصحاب تلك الطبقه. نظرت الي صديقتها واجابتها باستعجال وهي تعود لتتابع عملها:
- انا هروح اكمل شغل بدل ما مستر "رؤوف" يشوفنا ويسمعنا كلمتين ملهمش لازمة.

أومأت مودة برأسها بالايجاب وذهبت هي الأخرى لتتابع عملها.

********
دخل الحفل مع صديق له، كان مترددًا لا يريد الحضور، لا يفضل حضور مثل هذه الحفلات، وقف بجوار صديقه ونظر حوله بملل قائلاً:
- انا غلطان ان انا سمعت كلامك وجيت.

كان صديقه ينظر حوله بحماس ويتابع تحركات الفتيات ويتأمل مفاتنهم بأعجاب شديد، تحدث وهو يتأمل الفتيات بأعجاب:
- غلطان ايه بس انت مش شايف الحلويات اللي حواليك دي!

رمقه بغضب وتحدث اليه بملل:
- عادل.. انت عارف ان انا مليش في جو الحفلات ده.

القى نظره سريعه حوله بملل واضاف:
- انا همشي

استغرب صديقه من تسرعه وامسك بيديه لكي يمعنه من الذهاب مؤكدًا:
- خلاص يا "رشيد" اهدى وخلينا نقعد كمان شويه وهنمشي على طول صدقني.

زفر بغضب ونظر امامه بنفاذ صبر، اشار صديقه الي النادلة لكي تأتي لهم بمشروب مرطب لكي يتناولون شئ قبل ان يذهبوا.

وقف رشيد يتأفف بغضب، اقتربت منهما فتاة شقراء جميلة، ترتدي ثوب ازرق قصير، وقفت بجواره واستندت بيديها فوق كتفه وتحدثت بدلال:
- رشيد.. اخيرا جيت!

زفر بغضب ونظر الي صديقه بلوم وتوعد، ابتسم صديقه وتحدث الي الفتاة بمرح:
- اتفضلي استلمي يا "مايا" انا كده عملت اللي عليا.

ابتسمت الفتاة برقة وهي تحدق بـ رشيد بأعجاب شديد، ثم تحدثت بدلال:
- شكراً يا عادل.. انا عارفه انه مستحيل كان هيجي لو عرف ان انا صاحبة الحفلة.

زفر رشيد بنفاذ صبر، يعلم ان مايا تلحقه في كل مكان وتحاول التقرب منه بكل الطرق، حاول قدر الامكان ان يتحدث اليها بهدوء مصطنع لكي لا يتسبب في احراجها:
- انتي عارفه ان انا مليش في جو الحفلات ده يا مايا.

كارمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن