الفصل الحادي عشر 🍒

13.9K 403 17
                                    

- انا مش عارف اقولك ايه يا رشيد.. بس الواضح ان كلام سعد بشار صح.

انتفض جسده وأصبح قلبه على وشك التوقف، انقطعت انفاسه فجأة وكأن روحه تنسحب منه وتتركه يعيش هذه اللحظة بدون قلب وبدون روح لكي لا يشعران قلبه وروحه بهذا الالم الذي يعيشه الان.

اقترب منه خالد وربت على ظهره بدعم قائلا بحزن:
- رشيد انت لازم تكون قوي وتستقبل الصدمة دي بعقل عشان نقدر نثبت برائتك ونخرجك من هنا.

سأله رشيد بصوت مبحوح وهو ينظر أمامه بصدمة:
- عرفت كانت بتعمل ايه هنا؟

أومأ برأسه بالايجاب وتحدثت بحزن:
- كانت بتزور سعد بشار.

اغمض رشيد عيناه بصدمة ثم ضرب بقبضة يديه فوق الطاوله امامه بقوة وهو يصرخ بصدمة لا يصدق ما فعلته به بعد حبه الكبير لها وعشقه لها الذي تخطى حدود العشق، كيف تعاونت مع ذاك المجرم! كيف استطاعت ان تفعلها به! هل هذه حبيبته البريئة النقيه التي خطفت قلبه! اين ذهبت برائتها؟ هل استطاعت خداعه مثل ما فعلت والدتها مع والده سابقًا؟ هل كان جده محق عندما حذره منها واخبره انها مثل والدتها؟ هل هذا جزائه بعد كل ما فعله معها!

اقترب منه خالد وامسك بيديه وتحدث اليه بقوة:
- رشيد انت لازم تهدى عشان نقدر نفكر ونلاقي حل، ومتنساش انها مراتك، يعني حتى لو اتهمناها يبقى هنضر اسمك وسمعتك.

تبدلت نظرات عينيه الي نظرات ناريه قاسية، اراد مواجهتها بخيانتها والانتقام منها بقسوة، نيران مشتعله بقلبه لن يشعر بها احدًا غيره، افكار كثيرة بالانتقام استرسل له عقله بها حتى تهدأ النيران المشتعله بداخله.

نظر اليه خالد بقلق وشعر بالصراع الدائر بداخله. تحدث اليه رشيد بصوت ذو نبرة قاسية:
- انا لازم اشوفها يا خالد.. اعمل اي حاجة وهتهالي هنا.

حدق به خالد بقلق، شعر بنيته في الانتقام منها، يعلم ان هذا ليس الوقت المناسب لمناقشته في شئ، أومأ له برأسه بالايجاب لكي يهدأه قليلاً :
- حاضر يا رشيد.. اللي انت عايزه هيتنفذ.

ذهب خالد وهو يفكر كيف يحميه من غضبه وافكاره المتهوره في الانتقام، لم يجد امامه سوى الذهاب إلى جد رشيد.

ذهب إلى اللواء المتقاعد "نور الدين الجبالي" جد رشيد. واخبره بكل شئ.

لم يتفاجئ جد رشيد كثيرا عندما اخبره خالد ان زوجة رشيد هي من تعاونت مع سعد بشار ضده، هذا ما كان ينتظره ان يحدث من فتاة لها ام مثل سهير سالم، يضع كل الخطأ على حفيده؛ هو من ذهب اليها ووضع اسمه وحياته بين يديها، لم يقوم جده بمساعدته حتى الان لكي يعطيه الوقت الكافي لكي يستيقظ من هذا العشق الذي اعمى عينيه وجعله اسير لتلك الفتاة التي حذره منها سابقًا، لكنه لم يلتفت الي حديث جده وذهب وتزوج منها رغمًا عن الجميع.

كارمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن