الفصل الرابع🌸

27.7K 698 20
                                    

- عدي مات النهاردة الفجر.

كانت كلمات الممرضة مثل الصاعقة التي اطاحت بها، انتفض جسدها بفزع، نظرت الي والدة عدي وهي تبكي وتصرخ بانهيار، كم تمنت لو كان ما تراه الان مزحه من عدي ام كابوسً مزعجًا وستفيق منه! لكن كل ما يحدث حولها يبدو حقيقًا! نعم عدي لم يعد بهذه الحياة! لن تراه مرة أخرى. لم تستطيع تحمل فقدانه بعد ان اعتادت عليه! ركضت وهي تبكي بانهيار، لا تعلم الي اين تذهب! لكن قدميها اخذتها الي غرفة رشيد.. فتحت باب الغرفه وهي تبكي. كان يقف امام النافذه، التفت ينظر اليها بصدمة، وقفت امامه تبكي وتحدثت بانهيار:
- عدي مات!

حدق بها بصدمة. اقتربت منه وهي تبكي بانهيار وتردد حديثها دون تصديق:
- عدي مات.. روحت غرفته وملقتوش.. مات من غير ما اشوفه.. يعني انا كده مش هشوفه تاني.. كان نفسي اودعه.

اقترب منها وهو يحاول تهدأتها، تحدث اليها بحنان:
- عدي كان تعبان اوي وطول الوقت بيتألم.. هو دلوقتي ارتاح من الألم واكيد هو في مكان احسن.

هزت رأسها بالرفض وتحدثت ببكاء:
- انا كنت حبيته واتعلقت بيه اوي.. ليه يخليني اتعلق بيه واحبه كده وهو هيسبني.. ليه كل الناس اللي بحبهم بيسبوني وبيبعدوا عني.. انا مش عايزة اعيش في الدنيا دي لوحدي.

انقطع نياط قلبه من اجلها، لا يريد رؤيتها في هذه الحالة، يعلم انها تعلقت كثيراً بـ عدي ولا يمكنها تخطي موته وفراقه بسهوله. اقترب منها وامسك بيديها وتحدث اليها بصدق:
- بس انا مستحيل اسيبك او ابعد عنك.. انا هفضل دايما معاكي يا كارمن متخافيش.

نظرت اليه والدموع تنسال من عيناها بغزارة حتى اصبحت لا تستطيع الرؤية، تحدثت بصوتها الباكي:
- لما تخرج من المستشفى اكيد هتنساني.. انا مش عايزة احب حد تاني.. كل اللي بحبهم بيبعدوا عني!

ضغط على يديها بقوة حتى تنتبه لحديثه وتحدث اليها بقوة:
- انا مستحيل انساكي.. عشان انا بحبك.

[عادت من ذكرياتها على اعترافه لها بالحب]

توقفت سيارة الاجرة التي تنقلها هي وصديقتها بالحي السكني التي تقطن به، عادت الي الواقع، لم تشعر بالدموع التي اغرقت وجنتيها اثناء تذكرها للماضي، تحدثت اليها مودة بدهشة:
- مالك النهاردة يا كارمن مش طبيعيه!

جففت دموعها بأناملها وترجلت من السيارة بصمت، وقفت تستنشق الهواء لكي تهدأ قليلاً، وقفت مودة بجوارها وتحدثت بقلة حيلة:
- طب اطلعي ارتاحي يا كارمن شكلك تعبانه النهاردة.

ختمت حديثها وهي تتجه الي العقار التي تقطن به:
- يلا تصبحي على خير.

وقفت كارمن تستنشق الهواء البارد، ليته يبرد قلبها ويهدأها قليلاً، تقدمت الي العقار التي تقطن به، ظلت تصعد الدرج حتى وصلت الي الطابق الاخير، انقطعت انفاسها وظلت تلهث بتعب، توقفت بسطح العقار تنظر إلى الغرفة المتهالكه التي تقطن بها مع والدتها، اتجهت الي الغرفة وفتحت الباب. كانت الغرفه معبئه بالدخان، تقدمت الي داخل الغرفة ويصحابها سعال قوي بعد تعرضها لاستنشاق كل هذا الدخان، ركضت الي النافذه وفتحتها بقوة، التفتت تنظر إلى والدتها الجالسة فوق الفراش براحة وتمسك بيدها احدى السجائر وبجوارها عدد كبير من السجائر المنتهيه بعد تناولها لها، اقتربت من والدتها وتحدثت اليها بغضب:
- ايه كل السجاير دي.. انتي كده بتموتي نفسك بالبطيئ وبتموتيني معاكي!

كارمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن