الفصل الواحد والثلاثون

17K 450 13
                                    

- انا مبقتش اخاف غير علي ابني وعشان احميه لازم اكون الشخصيه اللي قدامك دلوقتي واللي انت مش مصدق انها كارمن.

أومأ برأسه بالايجاب قائلا:
- وتغيرك ده شئ يسعدني.. على الاقل اطمنت على السنين اللي عاشها ابني بعيد عني وهو معاكي.

نظرت اليه بعمق. تحدث مرة أخرى قبل ان يذهب:
- على فكرة انا متجوزتش بعدك.

حدقت به بدهشة، تركها وذهب من غرفة مكتبها، وقفت تفكر في حديثه وتتذكر حديث ازهار عندما اخبرتها باستماعها لحديث جدها وفراج وعلمت بزواج رشيد قبل سفره. جلست على مقعدها وهي تفكر في حديث رشيد ثم ظهرت ابتسامه رقيقه علي محياها وهي تتذكر كلماته وهو يخبرها انه لم يتزوج من اخري.

****
خرج رشيد من غرفة مكتب كارمن وذهب الي المكان المخصص للاطفال. وقف يتابع عمر من بعيد وهو يلعب، لاحظ الشبه الكبير بينه وبين ابنه، اقترب منه بخطوات هادئه، نظر اليه عمر بدهشة، انحني على ركبتيه وتحدث الي عمر وهو يبتسم له بحنان:
- ممكن اعرف اسمك ايه؟

تحدث عمر بصوته الطفولي:
- اسمي عمر رشيد الجبالي.

خفق قلب رشيد بقوة بعد استماعه لأسمه بصوت ابنه، نظر اليه عمر بستغراب، عانقه رشيد بقوة كبيرة دون مقدمات، تفاجئ عمر لكنه لم يستطيع الابتعاد عنه بسبب عناق رشيد له القوي.

خرجت كارمن من مكتبها ووقفت تنظر اليهما من بعيد.

توترت المشرفة عند رؤيتها لـ كارمن وهي تتابع ما يحدث وركضت المشرفه سريعا الي عمر وتحدثت الي رشيد بتوتر:
- لو سمحت انا لازم اخد الولد حالا..

ثم تحدثت الي عمر وهي تمسك بيديه:
- تعالى معايا يا عمر.

ذهب عمر معها وهو ينظر الي رشيد بدهشة، وقف رشيد يتابع ابتعاده عنه وقلبه يخفق بقوة. اعتدل في وقفته ونظر خلفه الي كارمن وهي تقف تتابعهما من بعيد. عاد اليها واقترب منها وتحدث بغضب:
- عمر لازم يعرف ان انا باباه ومش هصبر عليكي اكتر من يومين بس.

أومأت برأسها بالايجاب وهي تنظر اليه بتوتر، تحدث مرة أخرى قبل ان يذهب:
- ولازم تعرفي ان انا مستحيل هسامحك علي السنين اللي حرمتيني فيها من ابني.

نظرت اليه بصدمة، تركها وذهب وهو في اشد حالات الغضب، لا يصدق انه يعانق ابنه مثل الغريب ولا يستطيع اخباره انه والده.

وقف خالد في انتظاره بالخارج امام سيارته، اقترب منه رشيد وهو في أشد حالات الغضب. تحدث اليه خالد بدهشة:
- ايه اللي حصل يا رشيد طمني؟!

اجاب رشيد بنبرة حادة:
- كارمن حرمتني من ابني خمس سنين يا خالد!! بحضن ابني ومش قادر اقوله ان انا ابوه.

نظر اليه خالد بصدمة قائلا:
- يعني الولد ابنك فعلا؟

اجاب رشيد بحزن:
- ايوه يا خالد.. ابني.. ابني عنده خمس سنين وانا مكنتش اعرف ان عندي ابني!

كارمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن