الفصل الخامس عشر

15K 414 13
                                    

- اهدي يا انسه.. انتي وسط عيلتك دلوقتي، يعني متخافيش من اي حاجة.

نظرت اليه كارمن بتوتر. تابعت سهير نظراته الي ابنتها باهتمام؛ كان الشاب ينظر الي كارمن بأعجاب لم يستطيع اخفاءه. تحدث وهو يتطلع الي كارمن بعمق:
- انا لسه معرفتكوش بنفسي.. انا فراج الهواري.. والدي الله يرحمه يبقى ابن عم المهندس صادق.

أومأت سهير برأسها بثقة وهي تتابع نظراته لابنتها وتفكر بداخلها؛ ماذا لو مكثت هنا لبعض الوقت واستطاعت ايقاع هذا الشاب في الزواج من ابنتها. نظرت حولها وهمست بداخلها: اكيد عندهم ارض وفلوس كتير اوي.. دول كبار البلد، يعني لو اتجوز كارمن يبقى هيفتح ليا بير فلوس ملوش اخر.

ابتسمت بجشع وهي ترتب افكارها. كانت كارمن تخفض واجهها بتوتر والشاب يتطلع اليها بأعجاب ولم يستطيع خفض بصره عنها. ابتسمت سهير وتحدثت اليه بمكر:
- احنا تعبنا اوي من الطريق والسفر.. في مكان هنا نقدر نرتاح فيه شويه؟

اجاب بثقة:
- السرايا كلها تحت امركم.. هتيجوا معايا بس تتعرفوا على جدي الحاج عبد الرازق على ما الغرف بتاع الضيوف تجهز.

ابتسمت سهير بثقة وتقدمت منه قائلة:
- واحنا جاهزين نتعرف على عمي الحاج عبد الرازق.

نظرت كارمن الي والدتها بقلق، كان قلبها يخفق بقوة ولا تعلم ماذا ينتظرها بهذا المنزل!

******
استيقظ من نومه بأرهاق، لم يستطيع النوم براحة، لم يتوقف عقله لحظة واحدة عن التفكير بيها، يبحث عن الحقيقه ولم يجد شئ يثبت برأتها حتى الآن. يبدوا ان هناك من أخفى اي دليل يقربه من الحقيقه. وقف واتجه الي المطبخ ليعد فنجان من القهوة لكي يخفف الالم الذي يضرب برأسه. خفق قلبه مع استماعه لصوت جرس الباب؛ كلما استمع اليه تمنى لو تكون هي!

ذهب ليرى من جاء اليه في هذا الوقت الباكر من الصباح. تفاجئ بـ والده ، ابتسم اليه والده عقب فتحه للباب:
- صباح الخير..

رحب به رشيد الي الداخل بابتسامة قائلا:
- اهلا يا بابا صباح الخير.. اتفضل.

دخل والده وهو ينظر الي المنزل من الداخل بحزن حاول اخفاءه عن رشيد، كان المنزل حزين وكأنه يطالب بعودة من كانت تصنع به السعادة. اقترب رشيد من والده وسأله بقلق:
- بابا حضرتك كويس؟

ابتسم والده وجلس وهو يجيب عليه بنبرة مرحة:
- ايه يا رشيد انت مش عايزني ازورك في بيتك ولا ايه!

اجاب عليه رشيد بترحاب:
- انت نورت البيت يا بابا.. بس دي اول مرة تزورني في البيت من بعد ما رجعت من السفر وعشان كده انا استغربت!

تحدث والده بهدوء:
- جيت اطمن عليك.

ابتسم رشيد واجابه بلطف:
- انا الحمدلله بخير يا بابا اطمن.

هز والده رأسه بالنفي وتحدث بثقة:
- لا يا رشيد انت مش بخير ابدا.. انت فاكر اني مش شايف الحزن والحيرة اللي جواك.. انا عارف ومتأكد ان الاربع سنين اللي سافرت فيهم مقدروش يرجعوك بخير.

كارمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن