حبات من الرمال تتساقط كأوراق الخريف، ورياح تهب كاشفةً الستار عن المجهول تحت ألوانٍ من طيفٍ شمسي زاهٍ، لتُمهد بدء رحلة من خيال عجيب، ملأى بغموض رهيب، وتتشكل لتصبح ساعةً من الرمال، لتنقلب فينقلبوا معها في وادٍ من تاريخٍ سحيقٍ غابر.
لفحت أجسادهم نسماتٍ باردة في ساعات الصباح الأولى وأخذت الدهشة طريقها إلى ملامحهم، وذهولٌ لمع بريقه في عيونهم بعد حربِ المشاعر المتضاربة ما بين خوفٍ وقلقٍ من فشل الأمر، وبين حماسة ورغبة شديدة لنجاحه، تلك المشاعر التي تبددت جميعًا خلال هذه اللحظات الحاسمة عندما ترى أمامك ما كان يظنه العالم أجمع ضربًا من الخيال بينما أنت مصرٌ على كونه حقيقةً وواقعًا ملموسًا، وها هم الآن يقفون على بعد خطواتٍ منها وبهجة تغمر قلوبهم وسط اللامكان في عمق صحراء قاحلة مقفرة.
كانت مبهورة مِمَّا تراه أمامها، تلك المباني الغريبة كأنهم في عالمٍ آخر غير عالمهم، إن رؤيتهم لها تُعتبر بحد ذاتها إنجازًا كبيرًا بعد أن طمسها التاريخ والعالم، ليتملكها شعور عميق بالفخر، كانت الحماسة تتقد بداخلها وجسدها يحثها على الإسراع لاكتشاف المجهول، فقد كانت رحلة البحث والمغامرة بانتظارهم خلف جدرانها العالية.
وقفَ بثباتٍ بجانبها وهو يبتسم مُبتجهًا وفخورًا، فها هو يرى عمل حياته أمامه وهو يتكلل بالنجاح بعدَ جهدٍ عظيم بذله في سبيل هذه اللحظة، لم يستسلم رغم ما واجههُ من مصاعب حتى رأى نتيجة تفانيه وإصراره، وبخُطى عجولةٍ وابتسامة عريضة اتجه نحوها مُتمتمًا:
«سنواتٌ طوال انقضت في سبيل إيجادكِ، وها أنا أقف أمامكِ أخيرًا أيتها المنسية!»
_____
أنت تقرأ
فَيَافٍ
De Todoحكومات جاحدة، وحقائق مخفية، وشعوب غافلة، وأسرار غامضة تُريد من يكتشفها.. رحلةُ المصيرِ ومغامرةُ الحياةِ والموتِ على وشك أن تبدأ! -بأنامل فريق السّحر.
