الفصل الخامس: تَمَهُّدُّ طريقٍ.

47 13 0
                                    

لم تستطع ليال بعد بلع تفاجؤها من اتجاه تطور الأحداث؛ فلسببٍ ما كان تفكيرها طوال الفترة الماضية منحصرًا في أن يزن شخص وحيد وفرعٌ مقطوعٌ من شجرة. ولم يخطُر ببالها بتاتًا أن تربطه بوالدين حتى؛ ناهيك عن زوجة.
وبينما كانت جالسةً إلى طاولةٍ دائرية في استراحة الجامعة الواقعة في أقصى حديقتها الصغيرة؛ بقيت تراقب تلك التي صرّحت بأنها زوجته وهي قادمة باتجاهها ويداها تحملان كوبين ورقيين يتصاعد منهما الدخان. وضعت أحدهما أمام ليال، والآخر أمامها قبل أن تجلس على الكرسي المقابل.
ابتسمت بهدوء لليال وهي تعدل حجاب رأسها، ثم التقطت كوب شاي النعناع وارتشفت منه، فتبعتها ليال بحمل كوبها هي الأخرى بينما ترد الابتسامة بواحدة مرتبِكة. ساد بينهما صمتٌ كان خانقًا بعض الشيء لليال، ولم تدرِ إن كان عليها كسره أم تنتظر السيدة الجالسة أمامها أن تفعل. وفي خضم صراعها النفسي ذاك؛ تنبهت حواسها عندما كسرته الأخرى وهي تقول بنفس الابتسامة الهادئة على ثغرها:
«لقد سمعت حديثكما بالصدفة، اعذريني على تطفلي.»
سارعت ليال لتقول وهي تهز يديها نافية بشدة:
«لا تعتذري من فضلكِ سيدة سمر! إن الموضوع يخص زوجكِ في كل الأحوال، أنا هي المتطفلة هنا. كما أنه عليّ الاعتذار لقدومي دون موعدٍ مسبق.»
زادت ابتسامة سمر اتساعًا وهي تتأمل ليال، لكنها آثرت عدم الرد، فغيرت الموضوع بعد أن أخذت رشفة أخرى من الشاي وهي تقول:
«إذًا من فضلكِ أخبريني، من تكونين بالضبط؟ ولماذا تبحثين عن زوجي؟»
شعرت ليال بالخجل وخافت من أن تفهم الأمر بطريقة خاطئة، فأسرعت تقول بارتباك:
«أرجوكِ لا تفهمي الأمر بصورة خاطئة! اسمي ليال البحيري، وأنا صحفية من وكالة صحوة العرب الإخبارية. ولقد صادف أن كنت في نفس المكان الذي طرح فيه البروفيسور يزن أمر مملكة تُدعى (فياف)، فتسبب بفوضى عارمة ثم اختفى فجأة بعدها. وكل الذين سألتهم عنه أنكروا معرفته من الأساس وزعموا أنهم لم يروه بعد خروجه من القاعة. ولكن اطمئني فأنا هنا بصورة مستقلة عن وكالتي…»
توقفت قليلًا لترى ردة فعل سمر على ما قالته، فرأتها مركزةً معها وقد اختلف شيء ما في نظراتها؛ احتدت قليلًا، وظنت أنها لمحت لمعة بعينيها، لكنها سرعان ما اختفت كما ظهرت. ألمعةُ حزنٍ ربما؟
«لقد كان كل ذلك غريبًا ومثيرًا للاهتمام في الآن ذاته؛ ولذا أخذتُ على عاتقي حل غموض هذا الأمر بما أنني أحب بل أعشق كشف الحقائق، رغم رفض رئيسي للأمر. ولكن انتهت غالبية أبحاثي بالفشل، ولم أجد للسيد يزن أثرًا سوى ما قادني إلى هنا.»
أكملت ليال بتأني وفي نيتها الخوض في طريق الوصول لهدفها الجديد؛ وهو سحب أكبر كمية من المعلومات عنه وعن تلك المملكة من زوجته. ولكن كيف؟
وقبل أن تدرك الأمر، عاد ذلك الصمت الثقيل بينهما مجددًا. فسمر التي لم تعلق على أقوالها الأخيرة بدت شاردة الذهن وعيناها مثبتتان على الكوب الورقي بيدها. أما ليال فقد غرقت في تفكيرها بالبحث عن طريقة لتنفيذ ما تريده مع مراعاة حال سمر ومشاعرها الحزينة كما بدت لها.
وبينما هما كذلك؛ مرّ فتى راكضٌ -بدا في الرابعة عشرة من عمره أو أكبر- بجوار طاولتهما حتى وصل إلى مكان بيع الأطعمة والمشروبات القريب، فسمعته ليال يقول للبائع لاهثًا:
«أين قهوة الرئيس؟ لقد بدأ يفقد أعصابه!»
أسرع البائع بجلب دلة قهوة عربية صغيرة الحجم كان قد وضعها مسبقًا على صينية معدنية، إلى جوار فنجان أبيض من الفخار. فناولها للفتى الذي أخذها منه فورًا، ليتحرك بسرعة متوسطة حذرًا من دَلِق ما عليها. وبعد هذا الموقف لاحظت ليال شيئًا (إلى جانب أن ذلك الرئيس وغد حقيقي تجاوز رئيسها الوغد أيضًا بمراحل عديدة)، وهو أنها لم ترَ الكثير من الناس بداخل الجامعة منذ قدومها. أين الموظفون؟ وأين الطلاب؟ هل لا يزالون بداخل قاعاتهم الدراسية يا ترى؟ كانت ليال تمتلك عادة الحديث إلى نفسها، فلم تنتبه أنها قالت تساؤلاتها تلك بصوت سمعته سمر التي أجابتها قائلة وهي تنظر إلى ساعة هاتفها:
«إنه وقت استراحتهم بالفعل، ألم تريهم يأتون ويرحلون منذ دقائق؟»
نظرت ليال حولهما في دهشة، عن ماذا تتحدث هذه السيدة؟ لم ترَ سوى بضعة طلاب منذ جلوسهما هنا وعددهم لا يتجاوز العشرة وربما أكثر بقليل. وقبل أن تعلق بشيء أردفت سمر تقول بعد أن تنهدت:
«أعلم ما أنتِ مستغربة بشأنه، فلم يعد هناك الكثير من الطلاب في هذه الجامعة.»
تجاوزت ليال عن قراءة سمر لأفكارها وهي تؤكد ما قالته لها بقولها:
«لم أرَ سوى عدد قليل من الطلاب في الأرجاء.. أعني أنه يفترض بأي (جامعة) أن تكون مكتظة بهم بطبيعة الحال. كما أنه يراودني سؤال منذ وطأت قدماي أرض هذا المكان، هل تعلمين لِمَ الجامعة بهذه الحالة المزرية؟»
حدقت بها سمر بطريقة غريبة وهي تشرب آخر ما بكوبها من الشاي، لتعيده فارغًا إلى الطاولة وهي تقول بملامح مشمئزة:
«سيئ جدًا.. صار طعمه سيئًا بعد أن بَرُد.»
وأكملت تقول وهي تنظر لليال التي أصبحت تعابيرها شبه غامضة:
«كنت أنتظر أسئلتكِ هذه منذ البداية، تبدين فتاةً لا تفوتها التفاصيل الصغيرة.»
كانت ليال قد اتخذت وجهًا شبيهًا نوعًا ما بوجه البوكر، فقد بدأت تشعر أن التي أمامها حذرة في إظهار مشاعرها على وجهها، وبالنسبة لها؛ فإن العين بالعين هو قانون حياتها الأبدي. تحدثت سمر باسترسال بعد أن رسمت بسمة جانبية على وجهها وهي تنظر إلى ليال التي كانت تحاول إخفاء فضولها وترقبها بصعوبة:
«كانت هذه الجامعة جامعةً مزدهرة قبل سنوات طويلة، وكانت أروقتها مزدحمة بالطلاب الذين يأتون من كل أرجاء تونس. أما اليوم فقد أصبح عدد طلابها في انخفاض مستمر، بعد أن ترسخ في أذهان أجيال اليوم أن الجامعات الأجنبية أفضل بكثير مهما كان حالها. ومن لم يستطع السفر إلى الخارج ذهب ليدرس في جامعات العاصمة والمدن الكبيرة الأخرى.»
هزت ليال رأسها بتفهم وهي تقول باستنتاج:
«إذًا أنتِ تقولين أن هذه الجامعة في طريقها للزوال..»
ابتسمت سمر برزانة لتقول بهدوء:
«لم أقل ذلك. فرغم أنها صارت مغمورة؛ إلا أن زوالها التام لا يمكن أن يحدث طالما أنها لا تزال بيدِ السيد مصطفى؛ فهو يتحمل مصاريف الجامعة بنفسه ويدفع ما تحتاجه على حسابه الشخصي دون أن يأخذ سوى مبالغ رمزية من الطلاب. حتى أنه أقسم أنها ستستمر ولو بطالب واحد. إنه رجل رائع، فليس جميع الطلاب في هذه المنطقة والمناطق المجاورة قادرين على المغادرة والدراسة في مكان آخر لأسباب كثيرة، لذا فهو ينقذ مستقبلهم. وللحقيقة فإن تفاصيلًا كمظهر الجامعة لا تهمه، إلى جانب أن ترميمها سنويًا سيستهلك مبالغ باهظة مع حجمها الحالي، ولذا فهو يكتفي بتجديد وإصلاح الضروريات فقط.»
فتحت ليال ثغرها باستنكار مما سمعت، هل سمر تتحدث عن نفس الوغد الذي تفكر هي فيه الآن؟ مستحيل!
وبينما هي كذلك؛ كانت سمر تتأمل تقلب تعابيرها اللاشعورية التي كانت واضحة جدًا وشفافة بالنسبة لها، فقهقهت بخفة وهي تقول بينما تتذكر لقاء كل منهما سابقًا في مكتبه:
«يبدو أنكِ أخذت انطباعًا سيئًا عنه. ورغم عصبيته إلا أنني أؤكد لكِ أنه رجل طيب، إنه فقط حساس بعض الشيء فيما يتعلق بيزن، وخاصةً في هذه الأيام.»
لم تردَّ ليال، فحدسها يخبرها ألا تثق بذلك المدعو مصطفى. لكن أسئلة إضافية ملأت رأسها، وقبل أن تقول شيئًا؛ رأت سمر تستقيم أمامها وهي تقول بابتسامة:
«لقد سررت بمقابلتكِ حقًا، لكنني مضطرة للذهاب الآن، لا أريد تفويت طائرتي.»
استقامت ليال فورًا بتفاجؤ فهي لم تحصل بعد على شيء ممَّا أتت لأجله. ولولا عثورها بالصدفة على مصدر معلومات مهم -والذي يحاول الآن الإفلات من يدها- لكانت عادت خالية الوفاض تمامًا. لكنها لن تسمح بحدوث ذلك بأي حال من الأحوال.. لا يمكنها ترك سمر تغادر قبل أن تحصل منها على شيء يقودها للخطوة التالية على الأقل.
«انتظري!»
هتفت بها فورًا محاولةً إيقافها بعد أن أولتها الأخرى ظهرها بالفعل. فتوقفت ونظرت لها من خلف ظهرها بنظرة غريبة جعلت ليال تتجمد للحظة، إلا أنها سرعان ما التفتت بالكامل بنفس ابتسامتها المشرقة، وهي تسألها بنبرة لطيفة:
«هل هناك شيء آخر يا آنسة ليال؟»
رمشت ليال عدة مرات متسائلة في نفسها إن كانت قد تخيلت ذلك. أغمضت عينيها للحظات في محاولة لاستعادة اتزانها، ثم أجابتها قائلة بجدية:
«أريدكِ أن تخبريني إن كنتِ تعرفين إن كان هناك أعداء محتملون للسيد يزن، وعن المكان الذي تظنين أنه قد يكون موجودًا به حاليًا، وعن أية تفاصيل أخرى تتعلق بالأمر، خاصةً أمر تلك المملكة المنسية.»
«ثم ماذا؟ هل ستذهبين لإنقاذه؟»
سألتها سمر ولا تزال ابتسامتها تزين ثغرها مما أربك ليال التي قالت بسرعة:
«لم أعنِ ذلك!»
«إذًا ماذا كنتِ تعنين؟»
«أنا أظن أن ما قاله عن المملكة حقيقي، لكن الجميع ينكر ذلك متعمدًا ولا أعلم السبب رغم أن أدلته كانت قاطعة. إن عملي يفرض عليّ…»
قاطعتها سمر قبل أن تكمل حديثها قائلة:
«ألم تقولي أنكِ هنا بصورة مستقلة؟»
«وأنا كذلك!»
«إذًا فلتجيبي عن سؤالي أولًا، لماذا تُريدين معرفة أجوبة كل تلك الأسئلة إن لم تكوني هنا بسبب وكالتك؟»
«لأنني مهتمة! مهتمة بما يخفيه العالم! ومهتمة بمن يسعون لكشف الحقيقة! ومهتمة بأمر تلك المملكة والبوابات التي ذكرها حتى وإن كانت قصصًا من وحي الخيال كما يزعمون! ولأنني صحفية أحب عملي وهدفي أن أتقنهُ وأزيل ستار الكذب عن الحقيقة مهما حاولوا طمسها!»
أخذت تتنفس بسرعة وبصوت مسموع بعد انفعالها ذاك. بينما تركزت عينا سمر بثبات في قسمات وجهها المنفعل دون أن تقول شيئًا، لتتحدث بعدها بغموض وهي تستدير موليةً ظهرها لليال مجددًا:
«يُستحسن بكِ أن تنسي كل ما شهدته. لا تسعي لكشف شيء، ولا تحفري في الأمر أكثر؛ وإلا ربما سينتهي بكِ الحال مُختفيةً كيزن.»
تجمدت ليال مكانها وهي تراقب ابتعاد سمر المتأني، وقبل أن تختفي من أمامها كُليًا؛ استجمعت كل ذرة شجاعة تملكها وصرخت بأعلى صوتها قائلة:
«كلا! لن أفعل ذلك!»
توقفت سمر عندما التقطت أذناها قول ليال. والتفتت متفاجئة باتجاهها لتراها تركض قاطعةً المسافة بينهما بسرعة حتى وصلت إليها. وضعت يديها على كتفي سمر رغم فارق الطول بينهما وهي تقول بثقة وجدية متناهيتين وعيناها تلمع بإصرار:
«اسمعيني جيدًا. لم أقطع كل هذه المسافة ولم أضيع كل ذلك الوقت لأستسلم من أول عقبة تقف في طريقي. سأعثر على الحقيقة مهما كلفني الأمر وسأعثر على السيد يزن بطريقة أو بأخرى ليعلن أمر تلك الحضارة للعالم بصورة لائقة تهزه! لذا عديني بأننا سنتقابل مجددًا!»

   ━━━━━━ ◦ ❖ ◦ ━━━━━━

عادت لسيارة الأجرة وركبتها بعد أن تذمر السائق ووبخها على تأخيرها رغم الاتفاق بينهما. بقيت تعتذر منه وتعده بتعويضه نقدًا عن وقته الضائع، حتى انطلقا مجددًا عائدين إلى قرية الميتم من حيث أتيا.
نظرت إلى كعب حذائها العالي المستوي، وشكرت الله على ارتدائها له وإلا ما كانت لتصل إلى كتفي سمر أبدًا وسيكون الأمر محرجًا. فطولها مقارب لطول عارضات الأزياء الأوروبيات وربما أطول. مما ذكرّها بطول يزن الفارع الذي شهدته بعينيها سابقًا، فبملامحهما المتقاربة واسمهما الأخير المشترك، فهل هما قريبان أو ما شابه؟ هزت كتفيها بغير اهتمام وأعادت بصرها ليدها بابتسامة كادت تصل لأذنيها وهي تتأمل بطاقة عمل سمر التي تمسكها، وقد اتضح أنها تعمل في الأمم المتحدة.
في ذات الوقت؛ كانت سمر قد عرجت على مكتب مصطفى وبقيت تحادثه لفترة، واتفقا على الذهاب لمكانٍ ما بالغد، ثم غادرت. ركبت سيارة أجرة إلى مطار توزر، ومنه عادت بالطائرة إلى مدينة تونس، وإلى الفندق الذي حجزت فيه مسبقًا، رغم أنها تمتلك وزوجها منزلًا فارهًا في أحد الأحياء الراقية للمدينة.
وبعد مرور ساعات عدة، وبعد مُضيّ وقتٍ على غروب الشمس واختفاء شفقها من الأفق؛ كانت واقفةً تنظر من خلال نافذة جناحها في الطابق العشرين للفندق، متأملةً أضواء العاصمة التي شق نورها ظلام تلك الليلة الكئيب بعد أن اختفى القمر خلف السحب تمامًا. رمت بنفسها على إحدى الأرائك الجلدية المتموضعة أمام النافذة، ثم أخذت كأس عصير البرتقال المثلج من على المنضدة المجاورة، وبدأت تشرب منه ورأسها مشغول هُنا وهناك بأمور شتى كان أولها ما حدث مع ليال صباحًا. إلى أن رست أفكارها على المشاجرة التي حدثت بينها وبين يزن قبل دورة المؤتمر. احتدت عيناها بغضب، فشربت الكأس كله دفعة واحدة لعل برودته تهدئ النار التي تأججت بداخلها.
وقبل أن تسترسل في مزيدٍ من الأفكار؛ رنّ الهاتف فجأة قاطعًا ذلك التسلسل وصوته صادر من بعيد. كان هاتفها الذكي موضوعًا على المنضدة بجوارها؛ لكنها تجاهلته، ونهضت مسرعة وهي تتجه مباشرة نحو حقيبة سفرها. وما إن فتحتها؛ حتى برز وعلا صوت الرنين المستمر بصورة مزعجة، وهو يصدر من هاتف قديم من النوع الذي يُطوى. حملته وفتحته؛ لترى شاشته المضاءة الصغيرة يحتلها رقم محجوب.
«سيدتي، من حسن الحظ أنكِ أجبتِ أنتِ على الأقل. لقد حدث ذلك الأمر اليوم مجددًا، صار الأمر صعبًا ولا أدري حتى متى يمكن للرجال إبقاء الوضع تحت السيطرة!»
هتف رجل بصوت قلق من الجهة الأخرى حالما أجابت على المكالمة. تنامى الغضب بداخلها أكثر بعد قوله ذاك، فردت بعصبية بالغة:
«أنا في طريقي إليكم فاستمروا بذلك حتى أصل! يجب أن ينسى العالم ما قد رأى وسمع ولا أهتم أيًا كانت الوسيلة التي ستستخدمونها طالما تحافظون على الشروط المتفق عليها، مفهوم؟!»
أغلقت الخط وهي تقول بسخط بينما تتجه لتغيير ملابسها:
«تبًا لك يزن!»

   ━━━━━━ ◦ ❖ ◦ ━━━━━━

فَيَافٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن