تختار تاي هِي رقمًا عشوائيًا للاتصال به كمحادثةٍ أخيرة قبل انتحارها، من بين جميع الاحتمالات يُجيب بارك جيمين؛ موظف خدمة عملاء لدى شركة سامسونج.
• لا يمكن لأحد فهمك، حين يكون الماء بيدك والجفاف في صدرك، حين تكون النجاة في جسدك والغرق في قلبك، حين يكو...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
• مَن يخبرُ أهلي - وقد نجوتُ من المهالكِ - أنَّ هولَ البقاءِ ناجيًا أصعبُ؟ •
تنويه: الفصل يتضمن ذكر لمحاولة انتحار، تخطيه إن لم ترتاحي للمحتوى.
°°°
غطيت أذني بكفيّ إذ كان صوت آهات أمي ينشر ألمًا فظيعًا في قلبي كما لو كنت مَن يتألم.
كنا على هذا الحال منذ نصف ساعة؛ أمي تسعل وتتقيئ في دورة المياة وأنا جالسة عند عتبة الباب أراقبها بصمت.
كلفني الجلوس دون فعل شئ كل طاقتي، لم أجرؤ على الدخول ومساعدتها أو حتى الاطمئنان عليها.
كنت مرعوبة..
كانت أمي أقوى امرأة قابلتها في حياتي وكانت رؤيتها تنهار تهز عالمي بأكمله.
كان التعب واضحًا جدًا عليها منذ بداية هذا الأسبوع رغم محاولاتها الجادة في إظهار العكس، وفي كل مرة سألتها عن السبب أجابت بأنه مجرد إرهاق بسبب الضغط في العمل.
حتى انكسر قناع صلابتها في منتصف الأسبوع عندما بدأت تتقيأ دون حتى أن تأكل شيئًا، حرارتها ترتفع وفي الوفت نفسه ترتجف من شدة البرد الذي تشعر به في عظامها.
كانت أعراض ألاحظها عليها للمرة الأولى.
هلعت ولم أعرف ماذا أفعل، لكن أمي بدت معتادة على الأمر، وأخبرتني أنها فقط بحاجة للنوم وستستيقظ في الصباح التالي بحال أفضل.
وبالفعل هذا ما حدث، استيقظت في الصباح التالي بحرارة جسد طبيعية.
أعرف ما حدث، أعرف كيف بدى عليها التحسن لأنني جلست على الأرضية جوار باب غرفة نومها طوال الليل أراقبها تبتلع كميات كبيرة من الأدوية التي خبأتهم جيدًا كما فعلت مع تقاريرها الطبية.
ضممت ركبتيّ لصدري أحاول تنظيم أنفاسي لأن نَفسي كان يضيق مع كل نفس متألم تخرجه أمي وكأنه خرج من صدري أنا.
توقفت أمي فجأة عن السعال وبعدها سمعت صوت صنبور المياة يُفتح لذا نهضت قبل أن تخرج.
لا أقوى حتى على النظر في عينيها وسؤالها عما إن كانت بخير، سأعود إلى غرفتي وأكمل تمثيل جهلي عن مرضها..