تختار تاي هِي رقمًا عشوائيًا للاتصال به كمحادثةٍ أخيرة قبل انتحارها، من بين جميع الاحتمالات يُجيب بارك جيمين؛ موظف خدمة عملاء لدى شركة سامسونج.
• لا يمكن لأحد فهمك، حين يكون الماء بيدك والجفاف في صدرك، حين تكون النجاة في جسدك والغرق في قلبك، حين يكو...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
• انكسرَ إناءُ السيراميكِ الأزرقِ الذي كنّا نحتفظُ به، وانكسرَ معه شيءٌ في داخلنا لا يمكنُ إلصاقه، فأنا أعرفُ وأنتِ تعرفين أن الأواني الجميلة لا يمكنُ إلصاقُها. •
°°°
يوافق غدًا عيد ميلاد جيمين. أجل، كان يجب أن أبدأ في التحضيرات أبكر من ذلك لكن امتحاناتي النهائية لم تنتهِ سوى أمس، لذلك كل ما استطعت فعله خلال الأيام الماضية كان تجهيز هدية لجيمين. فكرتُ كثيرًا فيما أهديه، كان بإمكاني شراء أي شئ له لكنني فضلت أن أصنع الهدية بنفسي لذا رسمتُ له لوحة؛ أردته أن يعرف كم هو مهم بالنسبة لي، وقبل كل شئ أردته أن يرى نفسه بعيني.
بما أن ذلك هو أول عيد ميلاد لجيمين ونحن معًا قررت جعله مميزًا، أردت الخروج عن حدود شقتي والحديقة وقررت أن أقيم لجيمين حفلًا في مطعم مينهو. أعددت خطة لكل شئ تقريبًا؛ الكعكة والمقبلات والزينة، كما دعوت بعض أصدقائي للحفل.
ولأن جيمين قد يشعر بالتوتر أو الوحدة وسط حفل ملئ بأصدقائي فقط، أنا الآن في طريقي إلى مكان عمله؛ اليوم هو عطلته الأسبوعية وبالتالي هو الأنسب للذهاب إلى هناك ودعوة أصدقائه من الشركة إلى الحفل، لذا طلبت من مينهو أن يستدعي جيمين إلى المطعم لأي حجة ويبقيه عنده حتى أنفذ خطتي.
أعلم أن الفكرة تبدو عشوائية قليلًا وقد ينتهي بي الأمر بدعوة مَن هم حتى ليسوا بأصدقائه، لكنني لا أعرف طريقة أخرى؛ جيمين لا يذكر أي تفاصيل عن أصدقائه، لذا أنا فقط سأذهب إلى هناك وأتمنى أن يكون الأمر سهلًا كما تخيلته في رأسي.
وصلتُ أخيرًا إلى مقر الشركة وبعد إجابة الكثير من أسئلة موظفي الاستقبال وإظهار بطاقة هويتي لأكثر من ثلاث مرات سمحوا لي أخيرًا بالدخول، أخذت المصعد للطابق العاشر كما أخبرتني الموظفة وخرجت منه إلى صالة واسعة مليئة بأشخاص جميعهم يرتدون شارة تحمل اسم شركة سامسونج، أعتقد أن هذه المساحة مخصصة لفترات استراحتهم لأنه يمكنني روية آخرين بسماعات أذن في حجرة مقابلة أكبر حجمًا جالسين على مكاتب من خلال الزجاج العازل بين الحجرتين.
بعد الدوران بعيني حول الغرفة وفحص الواقفين فيها، اخترت عشوائيًا مجموعة من بضعة شبان يحتسون القهوة في إحدى الزوايا واقتربت منهم.