تختار تاي هِي رقمًا عشوائيًا للاتصال به كمحادثةٍ أخيرة قبل انتحارها، من بين جميع الاحتمالات يُجيب بارك جيمين؛ موظف خدمة عملاء لدى شركة سامسونج.
• لا يمكن لأحد فهمك، حين يكون الماء بيدك والجفاف في صدرك، حين تكون النجاة في جسدك والغرق في قلبك، حين يكو...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
• أنظر إلى أمي، إلى عينيها وأعرفُ أنني سأموت وأنا أحبها أكثر من أي شيء، أكثر مما يتخيل البشر على هذه الأرض. •
°°°
"جيمين.. "
صوت تاي هي الباكي كان أول ما سمعه جيمين عندما ضغط زر قبول المكالمة الواردة منها.
هلع جيمين لأن تلك النبرة أعادته لمكالمته الأولى معها لكنه نجح رغم ذلك في المحافظة على ثبات نبرته عندما أجابها.
"تاي هي-آه ما الخطب؟"
"إنها أمي.. حالتها تسوء.. هي تحتاجني لكن-"
فهم جيمين أن الأمر يدور حول والدة تاي هي، لكنه لم يفهم المشكلة تمامًا ؛ كان حديث تاي هي مضطربًا تمامًا كحال صاحبته، كانت تتلعثم وتشهق بين كل كلمة وأخرى.
"تاي هي توقفي عن الحديث وتنفسي"
قاطع جيمين جُمل تاي هي المبعثرة وبنبرة هادئة طلب منها أن تهدأ، ظن جيمين أن تاي هي استجابت له عندما صمتت، لكنها لم تتوقف عن الكلام إلا لتفسح المزيد من المساحة لبكائها الذي علا واشتد حتى بدأت تسعل.
"تاي هي-آه أرجوكِ اصغ إليّ، لا تستمعي إلى أيًا كان ما تقوله الأصوات في رأسكِ.. ركزي على صوتي وحاولي أن تتنفسي بهدوء كما أفعل"
حاول جيمين مع تاي هي مرة أخرى، كان يعرف نوعية الأفكار التي تراود تاي هي عندما يتعلق الأمر بوالدتها، لقد اختبر الأمر معها عدة مرات بالفعل.
"أجل حبيبتي.. أحسنتِ" أثنى جيمين على تاي هي عندما بدأت تستجيب له وتنظم نَفَسها اتباعًا لتعليماته.
هدأت تاي هي أخيرًا وهدأ معها جيمين الذي أفزعته المكالمة المفاجئة خلال وقت استراحته القصيرة من العمل.
"الآن اخبريني بما حدث"
"اتصل بي والدي قبل قليل، أخبرني أن أمي عادت من العمل مبكرًا اليوم لأنها فقدت وعيها خلاله"
بدأت تاي هي في سرد ما حدث على مسامع جيمين وبمجرد ما خرج لفظ "أمي" من فمها عادت للبكاء.
همس جيمين بعدة كلمات مهدئة أثرّت في تاي هي لكن مهما حاولت لم تستطع التوقف عن البكاء.