«ليليث: غني لي² »

2K 175 547
                                    

من أنتم من احنا..

_________________

غسقُ الفجر وساعة البِكر قد غطيا سماءَ الفندق.

الساعة الخشبية المستديرَة في الجدار بدَت وحيدة، عقاربها تتّهم الرابعَة والثلثين، وغرفة لولا بدت فارغة سوى من جسدها.

لم تنل كفايتها نومًا ويبدو أن هذا أكثر ما تبرع فيه مؤخرًا.

آليكساندر من جهَة أخرى، قد أمضى ما تبقى من الأمس والأمسية في مخبره معتكفًا، ومع أنها تتمنى الظنّ أنه يتهربُ منها إلا أن إدراكها لخصاله المتجذرة فيه منعها من ذلك.

إن كان صبوهَا يتهرب من شيءٍ ما فهو على الأرجح يخطّط لحذف سبب الهروب.

أما سوكادور فقد لمحَت جسده من نافذتها، يقفُ بشكل مروّع للحواس مع ثلاث ظلال احتاجت بضع لحظاتٍ لتتعرف عليهم.

دانتيه بذيل شعره المنسدل أوسط كتفيه وحقيبة ظهر، آلنزو أطولهم ولوديفيكو الذي يتحدث عن شيء ما وعيناه لا تفارق سوكا.

الأخير كان يستمع له متمعنًا ومنغمسا، ذراعيه على صدره يخفض بصره وقد بدى أكبر من عمره وسابق شخصيته..

ثم فكِه فاهُ الحذق بعد أن قال ما اغرقَ الثلاثة ضحكًا في موجته تلك وها قد عادت روحه.

كان هذا بالطبع قبل ذهابهم لمهمة التجسس، عندها كانت ميكي قد قفزت تداهمهم من مكانٍ ما وتصنعُ من اللحظة مشهدًا.

استطاعت لولا فهم ما تقوله دون سماعه، وجه سوكا الرافضُ الممتنع أكد لها أن ما ترغبه ميكي من هذا الاستيقاظ المبكر والقفز والإبهار هو الذهاب في مهمة من النوع الذي تتجنبه عادة.

السبب في التغيير الاعتباطي للرأي هو الملل، وربما أن طعم الذنب قد علق بحلقها.

شاهدتها لولا ترفع ذراعيها لقلب السماء، تخسف الأرض بركلاتها وحركات جسدها العنيفَة لتتمكن من التعبير عن جسامة رغبتها لشقيقها، تطالبه مندفعة حتى صوتها وصل لولا..

-- دعني أذهبُ معهم أو سأذهب وحدي!--

-- هل تعتقدين أن أوامري لا تطوقك لأنك أختي؟--

لم يكن يهددها، ولم يكن لطيفا معها أيضا.

-- الأوامر لم تكن تطوقني حتى عندما كان جونيور آلفا، هذا ليس له صلة بحقيقة أنك أخي الأحمق، حسنًا؟--

تنهّد في وجه المصيبة ودانتيه استخدمَ الوقت الضائع من النقاش العقيم ليقول

〖️عمقَ داكن: سوكادور.〗️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن