أنصدم من ردها ماكان غريب ، من حقها تحتار ومن حقه ينصدم /ويش ؟
عايشة ناظرت عيونه بتأمّل وتعيد كلامها / حاتم أنا واثقتن فيك ولو أقولك انك أقرب لي من زينة بهالفترة بتصدقني ؟
حاتم ألتزم الصمت ويتأمل بعيونها ويدقق بنظراتها ورموشها المرتجفة وفركة يدينها ببعض وكنّها تحتمي به نطق بعد حيرتة بعيونها واندماجه معها/عايشة أبوي انتي خاطرش تقولين شي ؟
عايشة عقدت حواجبها /انا لو ابوي عايش قدني سألته عن هالموضوع بس ، ماعندي غيرك هالحين ، عمي سعود ماهو قريب بيوم وليلة ، انت كل مايضيق الخاطر يرسلك ربي على دربي ، وانت القريب ، ماعمري آمنت سرّي وشفت الامانه بغيرك ، ي ابوي وش تشوف ، اوافق واروح أسكن ببيته ، بيت ابوي وعند اهلي واجيكم ضيفة من فتره لي فتره لا ساعني وقت ، ولا اجلس هنا مثل ما تربيت بذا وانولدت بذا وكبرت بيت جدي ابو عقاب وجدتي ، انا لو مااحترت ماجيتك يا حاتم ماعمري قلت اللي بقلبي لحد انت قلت لك وكلي ثقه وثقتي ماهيب لآي احد ، عطني قولك
كل كلمة واللي بعدها تصدمه وتشل راسه زود عايشة ؟ تعتبرني ابوها ؟ سندها ؟ انا ي حويتم اقرب لها لا ضاقت ، حس انه استاااننسس حمد ربه انه ماابعد واجد وسمع اللي بقلبها له ، حمد ربه مليون مره ان الله اختاره من بد هالخلايق القريب لها ، لدرجة انه بحسبة ابوها المرحوم ، حس بمسؤولية واحساس وحب'ن صابه بغير ذهانه ، بغير حضور لعقله وتفكير فجأة ، ابتسم وببحه راكده /الله ي عايشة كل ذا بقلبش لي ؟ ، انا حاتم ولد ابوي ابشري بعزّش واي راي'ن تاخذينه معش معش وباللي يسعدش حاضر'ن به ، ي عايشة ولا انتي تدري باللي بي لش ، وقولة انش تجين ضيفه لا (حس زادت بحته واستصعب الجملة) لا اعرستي من سعيد ولد عمّش ! ، انتي رايحتن لهلش ولا جيتي جايتن لهلش وديرتش الاوليّة ، هالهرج ماودي اسمعه مرتن ثانية ، وانا يا عايشة صعبن علي اقولش اعرسي ولا لاتعرسين ماادري وش الخيرة به ، (سكت شوي يلتقط أنفاسه حس انه لو طول تبي تفل عيونه فضايحها نزل عيونه للأرض ويحس بإنقباض قلبه ؛ وهالاحساس ماجاه الا بوفاة ابوه وهو ورع صغيّر بفراق ابوه ،بـ فراقه عن الدنيا بكبرها!) استخيري ربّش وعسى الله يكتب لش الخير باللي تردينه .
سكت وهو يتمنى انه يقولها من بدّة الخلق ماودي تفارقش عيني ، تبقين قبالي ولا تروحين عنه وتجي بوقت سعة وقتش ونصير بعاد عنش ، وتصير عن نظرة عيونش الذبّاحه بالحيل لي مستحيله
اخذت نفس وضحكت بخفه /ي حليلك ي حاتم ، انا ماخاب ظني بك ، يشهد الله انك ، اخو واب وحاملن للهم لا زاد عن حدّه
ضحك بمجرد ماسمع كلامها وبعيونه كلمة ثانية ، اول مرتن مايقول اللي بخاطره ويمحيه بضحكة'ن محترّه ،كان وده يمسح على شعرها يقرص آنفها ويداعبها ويعصّب بها بس حس انبنى حاجز إكتفى بإبتسامة وهو ناوي يبتعد وهو يعرف انها بحاجته بس ماباليدّ حيله !/بنت ابوها ، بغيتي شي ي عويش
عايشة هزت راسها بـ لا وهي تناظر الارض بإبتسامة /سلامة راسك
حاتم طوّل بالنظر لعيونها الخجله بصمت وخاطره يحب عيونها يمنى عقبها يسرى ، وجبينها ويطوّل عنده .. سكر عيونه وكنّه يبصّم صورتها بالبرقع البدوي ووجنها البارز وإبتسامتها وغمّازاتها السفلية وشعرها المغطي ظهرها ومنسدل نصه على كتوفها ومغطيته بشيلة .. يبصّم كل مابها بباله وناوي يكمّل طريقة /أجل يالله فمان الله ياعايشة ، حطي بالش على نفسش و(بلع ريقه وعقد حواجبه)لا تعجّلين بالرد فكري به زين ، يالله وداعة الله .. دار ظهره عنها ومسك مقبض باب السيارة ونصه ضايق ونصه ماتاسعه ارض الله بخلايقها من الفرحة
وقّفه غصبن عنه صوتها المسترجي بعفوية /ي حاتم لاتعوّد للبلاد ماهنا شيّن يبي يضيع هناك ، وء وبعدين انت طولّت بذا وكل'ن تعود على زولك عندنا وبصدر المجلس عند الرياجيل م يمليه غيرك وشهوله رايح اجلس و(ضحكت بعفوية)ولامنّي رحت لهلي بذاك بكيفك رح قابل شغلك
ضحك ولف عليها كانت النية انه يعود للديرة ويكمل شغله ، وشغل ابوه المعتاد بالشركة لنّه طول هنا ، كانت النية يبتعد ويجلس لحاله ك عادته ، صابته نيّة وعيونها والعياذ بالله منها تدخل بالنوايا / ابشري والله انش غالية الطلب رخيص ، بس لجلش ها؟ (ضحك بخفه)
عايشة ابتسمت بفخر /اي بالله ظني مايخيب بك ي ولد راجح
رد لها ابتسامة ولمعة عيون غامضة ، ولف فتح الباب وطلع شنطته ،
عايشة ضحكت اول ماشافته ينزل شنطته /كفو والله
حاتم /كفوّش الطيب ،
عايشة زين رح حطها حول مرقادك ورح عند عزام عاده من شوي بالمزرعة
حاتم ضحك / وانتي هالحين تبيني اجلس لجل اقابل عزام ؟
عايشة /ايييه ، هو بس يكفي انك حولي هنا ، يكفي انك تاخذ من هوا البادية
اتسعت إبتسامتة ، وهو يكتشف بها برائة توزّع ع البلد /اعنبوا دارش ، انتي مفروض مااخذ واعطي معش ، تضيّعين البال
عايشة ناظرته بصدمة بريئة ورفعت حواجبها وقوّست شفايفها وسكتت
حاتم شد شنطتة وهز راسه بضحكه ورفع حواجبه ونزلها لايقول شي يندم عليه بعدين ! /فمان الله فمان الله ي بنيتي
عايشة ضحكت بطهر نية وهي تشوفه مشى عنها رفعت صوتها / مع السلامة يبه
ضحك ونزل راسه ، هزة بقلة حيله .. سكت وأخذ نفس وحط يده حدّ قلبه ، بيسار صدره .. وتنهد/يالله صبرك وثبتني على ماصابني
وصل عند امه ويحس بحياة وسعادة انخلقت به من جديد ، نسى فكرة انها ممكن بعد كم يوم وبعد اسبوع تصير بذمه غيره ويسمونها بآسمه .. عيب انها تصير لـ غيره وقلبه مصيوب ومجروح ولا يداويه غيرها .. /سلام الله عليكم
رفعت راسها وتستوعب /هو ! انت ماقلت انك رايحن للبلاد ، وش جابك
حاتم قرب لها ومسك يدينها وحبهن وراسها /افا يا ام حاتم ، يعني ماودّش بي
ابتسمت / الا ودي بك دوم عندي
حاتم ابتسم /ابشري بي
عزام مر ومعه التمر واللي جابه من المزرعة رايحن للمطبخ المطيّن ، رجع بخطواتة وركز ب حاتم وسكت ويتذكر كلام عايشة اللي تو قابلته وقالت له انها لحقت على حاتم وهي مستانسه .
حاتم ضحك وقام شال بعض الاغراض عنه .
عزام شافه وصل المطبخ ، لحقه وهمس له /عايشة ؟
سكت شوي وضحك .. لف عليه وهز راسه بأسف
عزام حط يدينه على وجهه بصدمه / اخخخسسس ي بنت صقر منتب هيّنة
حاتم سد فمه ويناظر برا المطبخ لايكون امه ولا احدن سمعهم .. /اشش انت ناوي تفضحني
عزام حط يده على قلبه بهيام / اي بالله خلّهم يدرون باللي سكن هالقلب بليّا أذن
حاتم ضحك بحيرة ولف يحط الاغراض .
اما عزام نزل عيونه وعيون زينة لي هالحين على باله ، سكت داخله اللي يظهر مشاعر لا إرادية ومشاعر مايبيها تكبر ابد ، سكت داخله وهو يفكّر انها هالحين معه ، ومثل عادتها معه مستانسه وتضحك وتسولف بخجلها اللي يظهر فجأة عنده وقدامه ، وبنظراته المُستلذة بعفويتها ورمشة عيونها العفوية ، اللي تجبرك تكتب قصايد الغزل مستقصدها وعانيها .. ابتسم ابتسامة طويله واخذ نفس ويريّح نفسه بعد ما طلع حاتم ، كشر بألم وهو يشوفها قدام عينه حتى وهو مسكّرها ومختلي مع نفسه ، أستغفرر ربه اكثر من مره وفتح عيونه ، متعجّب وشلوون دخلت داخله وصار يشوففها بكل مكان ولا عاشرها بس يعرفها زيين
يذكر طفولتهم مع عايشة ومع حاتم ومصعب ، اخذ نفس وراح ياخذ له خيل من الاسطبل وركبه .. وقف الفرس بشكل مفاجئ ورفع عزام راسه ، شاف عايشة واقفه وتراقب بصمت ، وتتأمل باللي قدام عينها وبعيونها
ٓ
اما حاتم مسك قلمه اللي مايستغني عنه حتى بالشركة معه وواوراقه وراح فوق الجبل يفرغ مايدور بداخله بالورق ويبدع بالقصيد ومستغرب انه بهالوقت يكتب بالعادة بالليل او يكون ببيته بالبلاد ، ضحك وبدا يخط مايدور ببين عقله وقلبه بصمت وهداوة ..
-
شاف عايشة واقفه وتراقب بصمت ، وتتأمل باللي قدام عينها وبعيونها كره وبغض وغموض بنفس الوقت تساؤل ؟! ، احتار من نظرة عيونها وماكان واضح له وش هي حاطتن عيونها عليه ، قرب شوي شوي بالخيل بس عايشة التفتت بسرعة ورجعت نظراتها لهم ورجعت تناظره ، بلعت ريقها بهدوء وهي تناظر عزام اللي تغيّر من شافههم جالسين حول بعض وقريبن لها بالحيل ، مهو اول مره يشوفهم ، لكن اول مره يقرب لها مزعل بالحيل ، دارت أفكاره وهواجيسة ، وصل القرب بهم لهالحد ياشيب عينك يا عـزّام ؟ تون بحضنه ، ودمعها ينزل على صدره ، وتسمع دقاته وسامحتن له يمسح على شعرها ويخمّها له زود ، وجهه حمّر حس بضييييقه يوم رفعت راسها وطوّلت النظر بعيون مزعل وكفها يلامس كفوفه وعيونها تبحّر بعينه ،
عايشة ركزت بعيون عزام اللي سرحت بعيد وفاجأها نطقه الضعيّف اللي يحاول بقدر الامكان مايوضّحه /وش بها زينة ؟ وش نوحها تبكي ، ويش بلاها ؟
عقدت حواجبها واحتد صوتها / ي عزام البنية مهو بلاها البكى بلاها الرخممهه اللي جالستن عنده ،
عزام عقد حواجبه ولف عليها / استغفري ربش ، ماتدرين وش لقت عنده ي عايشة خليها براحتها هي ماجلست بذا لجل احدن يحكمها ، خليها ياعايشة
عايشة / بس ي عزام البنية اعرفها وتّعلق بسرعة خوفك يلعب عليها ويكسر قلبها ي عزام انا انخاك م ودي بعيونها غريقه
عقد حواجبه بخفه ولف عليها بهدوء ونظرة اول مره عايشة تشوفها بعين عزام /ولله واللي رفع السماء وثبّت الارض لـ سمعت انها مشتكيتن منه لـ ارميه لـ كلاب البوادي عشى ..(سكت شوي وكمل كلامه وهو يناظر عايشة ) ابك هذي زينة بنيّتنا مانرضى بزعلها
ابتسمت /انشهد انك رجال ولد رجال ، هي حين تطريه لي بس ماعمرها قالت انها تحب
صد عنها للجهة الثانية قبل ماتنهي كلمتها واخذ نفس طويل وكأنه ينفث الحرايق والبراكين اللي ثارت بصدره لكن وجهه كان يكتسي قناع البرود والصلابه والقوة
أنت تقرأ
ياعازف العُود صحّيت جفن الحزن من دقت اوتارك
Любовные романыنُبذة: تدور أحداث الروايه مابين عائلة بدوية .. من عرق الأصيل .. سآكنين بصحرآء ولا غيّرتهم حداثة الزمن ولا تغيّر من معدنهم شيء هذا هُم ، من طلعوا ع هالأرض وهم عايشين بنفس مكانهم وبكل يوم يزيد حبهم وتقديسهم له .. و المعروف بالعوآئل البدوية والعوائل ا...